"منخفض مداري غير حاد"، و"سحب ركامية"، و"منخفض جوي" "منطقة الرهو الاستوائي" مصطلحات متداولة يسمعها المتابع بشكل يومي، من خلال سماع أخبار الطقس التي تبث في نهاية النشرات الإخبارية، والتي تكون عبارة عن تقارير جوية لتعريف المشاهد بأحوال الجو وتقلبات المناخ. وهذه المصطلحات تكون مفهمومة لدى الاختصاصيين، ولكنها تكون غير مفهومة لدى العامة، مما يثير نوعا من البلبلة، ويصيب العديد من الأشخاص بالذعر والقلق، ومع دخول فصل الشتاء يزيد اهتمام العديد من الأشخاص بمتابعة الأحوال الجوية لمعرفة أحوال الطقس المقبلة. يرى المعلم فاضل الغامدي أن متابعة النشرة الجوية تعتبر العادة الأساسية لديه داخل المنزل، وخاصة في فصل الشتاء، حيث يحرص على مشاهدة نشرة الأخبار لمعرفة تقرير الأحوال الجوية لكي يكون على دراية وإحاطة بما يحدث في توقعات حالة الطقس صباح اليوم التالي. وأضاف أن هناك بعض المصطلحات التي تتردد في النشرات الجوية يصعب على المشاهد فهمها أو تفسيرها، وقد تؤدي محاولاته الشخصية لمعرفة مدلولاتها إلى الخطأ، مما يثير القلق بين المشاهدين. وطالب الغامدي ببث الوعي بمفهوم الثقافة الجوية التي يجهلها العديد من الأشخاص عن طريق عقد ندوات توعوية وتثقفية لكي تكون هناك دراية بمعنى المصطلحات الجوية. من جهته أكد مدرب الغطس محمد معاذ أن أحوال الطقس من أهم الأمور التي يهتم فيها مدرب الغطس، خاصة في أوقات التدريب، لذلك لا بد أن يكون على ثقافة واسعة بما تتناوله النشرات الجوية من مصطلحات تصف الأحوال الجوية، وعليه أن يدقق في هذه المصطلحات. ويضيف "مدرب الغطس المتميز يعرف معاني المصطلحات، على سبيل المثال، و"ضباب التأفق" ويعني مناطق التقاء التيارات البحرية الدافئة والباردة، و"الهباء الجوي"، وهو عوالق صغيرة في الهواء قد تكون ترابية أو ملوثات أخرى وتعد أهم عنصر لسقوط الأمطار، والكتلة الهوائية، وهي وحدة تخزين صغيرة في الهواء تحددها درجة الحرارة وبخار الماء، و"عاصفة رعدية "، وهي عاصفة تكون مصحوبة عادة برياح قوية وأمطار غزيرة وأحيانا ثلوج ومطر متجمد". وأشار إلى أن جميع هذه المصطلحات الجوية لا بد من استيعابها بطرق صحيحة وتفسيرها بشكل صحيح، لأن من يفهم هذه المفاهيم بشكل خاطئ قد يتسبب في حدوث نوع من القلق بين الأشخاص"، وكشف أن الجهل بمفهوم الأحوال الجوية قد يساهم في نشر الشائعات بين الأشخاص ونشر الأخبار المغلوطة. وقال المشرف في شركة متخصصة في بيع الأسماك في جدة محمد أفندي "تعتبر معرفة أحوال الطقس من أهم ما يسأل عنه من يعمل في صيد الأسماك، أو يمارس تجارة بيع السمك في منطقة البنقلة، فنحن كمهتمين بحصول الصيادين المخصصين في الشركة على أجود الأنواع نقوم بشكل يومي بمراقبة الأجواء عن طريق النشرات الجوية، وعن طريق أجهزة متقدمة تقيس سرعة الرياح والرطوبة والحرارة، وهي أجهزة تزود بها قوارب صيد الأسماك، إلى جانب إعطاء من يقوم بمراقبة هذه الأجهزة دورات تدريبية تساعدهم على قراءة مصطلحات الأحوال الجوية بطرق صحيحة، وترجمتها بشكل صحيح". الناطق الرسمي بالهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني يؤكد حرص الهيئة دائما على تقديم تقارير جوية بشكل مبسط ومفهوم للقارئ والمشاهد، بحيث يكون مزيجا من التقرير الإعلامي والعلمي، حيث يعتمد التقرير الإعلامي على المصطلحات البسيطة البعيدة عن التعقيد، ولا يظهر به الجانب العلمي في موضوع المؤثرات المناخية أو الظواهر الجوية والتخصصات العلمية الدقيقة التي قد لا يفهمها القارئ" . وأضاف القحطاني أنه "عند الحديث لوسائل الإعلام لا بد من اختيار المصطلحات السلسلة، والتي يفهمها العامة، والبعد عن التخصص، ووصف الأحوال الجوية بطريقة مباشرة، وتبسيط وصفها بطرق مفهومة بعيدة عن المصطلحات التي لا يفهمها المشاهد، سواء أكان ذلك في الأحوال الجوية المقروءة أو التي تشاهد عن طريق القنوات الفضائية. وأكد أن النشرات الجوية حاليا أصبحت تعطي معلومات بها نوع من التنبية والإرشاد، وتقديم الحالة الخاصة التي يحتاجها المشاهد، بعيدا عن الجوانب العلمية. وأشار القحطاني إلى أن أغلب ما يشغل المشاهد معرفة ثلاث أمور طبيعية عن الأجواء من معرفة صفاء الجو أو وجود أتربه أو رياح باردة أو حارة مما دفع المقدمين للنشرة الجوية إلى تبسيط المصطلحات بطرق مفهومة.