كشفت حادثة طلق ناري في مركز أبو راكة، حجم معاناة الأهالي مع سيارة إسعاف وحيدة في المركز الصحي، وذلك بعد أن تجلت المعاناة بتعطلها، وهي تهم بنقل المصاب في الحادثة وهو ينزف دما، ويئن بين الحياة والموت، فلا يكاد أمل الحياة يزهو في نفوس ناقلي المصاب إلى سيارة الإسعاف، حتى يتحول فجأة إلى كابوس بعد أن تعطلت السيارة. حقيقة تجسدت وقائعها أمس الأول وعلى لسان أحد حاضريها خالد الشلوي فقال ل «عكاظ»: رغم يقيننا التام بسوء الحالة للمركز الصحي «المتهالك»، وكذلك لسيارة الإسعاف الوحيدة موديل 83، إلا أننا لم نكن نتوقع أن سيارة الإسعاف تحتاج إلى «إسعاف» قبل أن تنقل قريبنا وهو مصاب بطلق ناري، وتأوهات الألم تحيط به وهو داخل «سيارة الحياة»، ولكن عطلانها عطل الأمل وبدا في تناقصه، حتى وفقت بعض الاتصالات بالاستنجاد بسيارة أخرى من مركز قيا، ووصلت بعد أكثر من ساعة من الزمن، نقلنا بعدها المصاب إلى المستشفى وفي الطريق حدثت له مضاعفات، وهو يرقد حاليا على السرير الأبيض في المستشفى. وأضاف: كل ما يحلم به أهالي أبو راكة هو سيارة إسعاف تعينهم وتخفف من مصابهم وقت الحاجة وليس العكس، مبينا أن المركز الصحي النموذجي لم يستفد منه حتى الآن بالرغم من الانتهاء من بنائه، متمنيا أن يلتفت المسوؤلون إلى حجم هذه المعاناة والتي لا يعرف حجمها سوى من عايشها. وقال «تقدمنا بشكوى خطية إلى صحة الطائف، ووعدنا مديرها بالحل الجذري لمعاناتنا وكلنا أمل في تنفيذ ذلك في القريب العاجل». من جهته، قال الناطق الإعلامي في صحة الطائف سعيدالزهراني «إن سيارات الإسعاف تخضع للصيانة الدورية بشكل مستمر، ونتوقع الأعطال للسيارات القديمة أو الحديثة، وهناك خطط لدى غرفة العمليات وإدارة الطوارئ بسرعة إرسال إسعاف بديل إلى أي مكان في جميع الأوقات»، مضيفا أن في صحة الطائف نحو 175 سيارة، ويحتاج بعضها إلى إحلال بالتدريج وفق ما يصل لنا من سيارات إسعاف من الوزارة، مبينا أنه تم في هذا العام إحلال 15 سيارة حديثة مكان إسعافات قديمة وزعت على المستشفيات الطرفية، والمراكز الصحية البعيدة عن المستشفيات.