القرار الحكيم الذي أصدره الملك عبد الله بن عبد العزيز بتوسعة هيئة كبار العلماء وإضافة أعضاء جدد إليها متخصصين في بعض المذاهب السنية الأربعة لتكون مناقشات الهيئة محتوية على آراء متعددة تمثل وجهات نظر تلك المذاهب الفقهية في المسائل المعروضة، وفعلا قرأنا عن تعدد الفتوى في مسائل فقهية حديثة، ولا شك أن هذا الأمر يعطي مرونة وتيسيرا عن الرأي الواحد. الآن نستطيع القول بأن هذا التعدد المذهبي الفقهي بإذن الله خطوة تطويرية لمواجهة مستجدات العصر التي لا تتحمل الجمود على رأي أو مدرسة واحدة. إن العصر الحديث الذي نعيش فيه بكل منجزاته العلمية غير المسبوقة، وتحول العالم إلى ما يشبه القرية الكونية التي تجعل حياة البشر متقاربة متشابكة متكاملة، يفرض علينا أن ننظر لتلك المستجدات بمنظار حديث وتفسير مناسب، ولعله من أمثلة ذلك الرأي أو الفتوى الصادرة من عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس آل مبارك (عكاظ 23/12/2010) بأن إجابة دعوة غير المسلمين لحضور أعيادهم مباح إذا قصد من ورائه إدخال الفرحة عليهم وتأليف قلوبهم، وقال إن مسألة حضور أعياد غير المسلمين استجابة لدعوة منهم من مسائل الفقه التي يسعها الخلاف، واستدل على ذلك بقوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، ولاحظ أن رفض دعوتهم ينفرهم ويصرفهم عن الحق، ونحن مطالبون ببث الخير للناس.. انتهى. وقد أيد أيضا نائب اتحاد علماء المسلمين د. عبد الله بن بيه رأي الشيخ المبارك ودعمه بشواهد منها رأي الإمام ابن تيمية (الحياة 25/12/2010) بإجازة ذلك. وللمعلومية، فإن هذه الاستجابة أمر ضروري وإنساني لكل أولئكم الذين يعيشون في مجتمعات ودول مختلطة متعددة الأديان، إن الأقليات في حاجة لمجاملة الآخرين وأن تذهب أي مظاهر للجفوة، وأن نكون إنسانيين غير عدائيين. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة