فوجئ سكان المنطقة الواقعة بين تهامة بني مالك والسراة جنوبي غرب المملكة الأسبوع الماضي، والذين ينتظرون إنشاء طريق عقبة هظاظ منذ أكثر من 35 عاما، بطلب الاستشاري المسؤول عن تنفيذ المشروع المتمثل في توقيع شيوخ القبائل على تعهد خطي يسمح للشركة تنفيذ الطريق دون الالتزام بالمسار الحقيقي، أو بالمواصفات والمخططات المعتمدة من وزارة النقل، حيث سيتم إنشاؤه وفق مواصفات الطرق الزراعية. ورفض مدير عام الطرق في منطقة مكةالمكرمة المهندس مفرح الزهراني الرد على استفسار «عكاظ» حول طلب استشاري الشركة، حيث طلب الاتصال به في اليوم التالي، بيد أنه لم يجب على اتصالات الصحيفة المتكررة طوال ثلاثة أيام. وهكذا يستمر حلم أهالي السراة وتهامة بني مالك في إنشاء العقبة التي تختصر المسافة الزمنية بين المنطقتين إلى نصف الساعة للعشرة كيلو مترات التي يتم قطعها حاليا في ثلاث ساعات. وشهدت «عكاظ» المفاوضات الجارية بين المشرف الاستشاري لتنفيذ مشروع عقبة هظاظ المهندس شكري العمري وشيوخ القبائل في تهامة بني مالك، الذين تبددت آمالهم وزادت مخاوفهم بعد إبراز المستشار المشرف على تنفيذ العقبة ورقة يحتوي مضمونها طلب تعهد على المشايخ بتنفيذ تلك العقبة بمواصفات طريق زراعي، وتنفيذها لاحقا. لكن العبارات المتضمنة التعهد الخطي أثارت تساؤلات عدة وعلامات استفهام ما دفع شيوخ قبائل تهامة بني مالك إلى الاحتجاج، وطلبهم تغيير صياغة عبارات ذلك التعهد بحذف مسمى «طريق زراعي»، الذي وافق عليه الاستشاري، لكنه بالمقابل رفض إضافة جملة «يتم تنفيذ مشروع العقبة حسب المواصفات والمخططات المعتمدة من قبل وزارة النقل». ويقول الشيخ سلطان المالكي (من سكان تهامة بني مالك) إن سبب عدم اقتناعه بتوقيع التعهد الذي أبرمه ذلك المستشار، أن إبرام هذا التعهد من قبل المشرف على تنفيذ هذه العقبة هو مزيد من العبث والتأجيل والتلاعب في تنفيذ مشروع هذه العقبة، مضيفا «والذي انتظرناه منذ ما يزيد عن 30 سنة». ودعا الشيخ المالكي الشركة المنفذة للمشروع إلى إبراز المخططات والمواصفات التي استلمتها من وزارة النقل عند إرساء المشروع عليها. من جهته، اكتفى المستشار والمشرف على تنفيذ مشروع تلك العقبة شكري العمري عند سؤاله عن سبب كتابة جملة «حسب المواصفات والمخططات المعتمدة من وزارة النقل» في التعهد، بالقول «هذه الطريق ليس له مواصفات». بدوره، يوضح المواطن أحمد المالكي (من سكان التهامة) أنهم «ينتظرون البدء في المشروع منذ ترسيته قبل عام تقريبا على إحدى الشركات الوطنية، وكنا ننتظر العمل الجاد، وبالأخص أن هذا المشروع يؤجل منذ عقود من الزمن لعدم وجود ميزانية، وحين أقرت فوجئنا بهذا التحايل في تنفيذه». خطوة الشركة المنفذة قسمت شيوخ قبائل تهامة بني مالك إلى فريقين، فمنهم من وافق على مضض ووقع تعهد الشركة، وآخرين رفضوا التوقيع، واعتبروا أن الشركة تعمد إلى ابتزازهم.