تفاعلت الأوساط الاجتماعية مع قضية اختطاف الطفل أنس في المدينةالمنورة، فلم يعد حديث الناس وحدهم، بل أصبحت حديث المهتمين بالدراما، ورغم إحجام عدد من الفنانين والمخرجين وكتاب السيناريو عن الإعلان عن هذا الموضوع، إلا أنهم يتناولون ماسيفعلون بهذه الفكرة فيما بينهم وبين عدد المنتجين. يقول الكاتب الدرامي محمد رجب: تابعت قضية الاختطاف في المدينةالمنورة أخيرا، وهي نواة لعدة أعمال إذا ماتمت معالجتها بصورة جيدة وعميقة، وتفتح هذه القضية المثيرة الباب للكتاب لتناولها إذا ما أرادوا عملا يستحوذ على انتباه المشاهدين. ويضيف رجب قائلا: الدراما المحلية لها قفزات مميزة في مجال الطرح الجريء المعمق للقضايا، وهو الأمر الذي نحتاجه، فيجب علينا طرح مانعانيه بكل صدق وواقعية بعيدا عن الطروحات المكررة. فيما يؤكد الفنان حسن عسيري أن (الاختطاف) كقضية ملفتة للغاية، ولا أشك أن كثيرا من الفنانين قد وضعوا خطوطا تحت الأخبار التي نشرتها الصحف حول هذه القضية، تمهيدا لبلورتها عبر طرح درامي يناقشها بتنوع، سواء عبر الأطفال الذين يسرقون في المستشفيات أو الاختطاف كظاهرة شاملة تستوجب طرحها ومعالجتها دراميا لتقديم أبعادها وانعكاسها على المجتمع سلبيا. ويضيف العسيري أن مسألة المثالية وطرح القضايا الباهتة والعادية أنتهت تماما، ولم تعد تغري المشاهد في متابعتها، يجب أن نحترم عقلية المشاهد بالابتعاد عن الطرح الهزيل الهش الذي لايخدم ولايحترم عقليته، مانحتاجه هو الدخول إلى لب المشاكل الحقيقية ومواجهتها وتقديمها في قالبها الصحيح، عبر نصوص تتم كتابتها بشكل جيد ووعي مستنير يضيء المستقبل ويخدم الدراما المحلية، ويؤكد تواجدها ونجاحاتها التي حققتها في السنوات الماضية وهو ما أكدتها الجوائز التي حصدتها عربيا. أما كاتب السيناريو المعروف عادل جابري، الذي قدم عددا من الأعمال الدرامية على الساحة الخليجية ومنها مسلسل (أسوار) الاجتماعي المثير بقضاياه الحساسة بأجزائه المتعددة، أوضح أن قضية خطف الطفل التي تناولهتا الصحف ووسائل الإعلام المتعددة، من القضايا الهامة التي يمكن معالجتها دراميا، وتحويلها إلى عملٍ مميز يحمل في جنباته البعد الإنساني للأسرة التي يتعرض طفلها للخطف، وقد قدمت الدراما العربية والخليجية أعمالا عن خطف الأطفال، وأيضا هناك تجارب سينمائية تتناول هذا الجانب، إلا أن قضية خطف الطفل أنس من المستشفى وما تردد عن البعد النفسي للخاطفة، تفتح الأبواب مشرعة لتقديم عمل يحقق النجاح، وقد شرعت هذه الأيام في وضع تصورات لتقديم العمل، وسأسعى لتقديمه قريبا بالتعاون مع الفنان والمنتج حسن عسيري. من جانبه يقول كاتب السيناريو علاء حمزة أن الدراما هي انعكاس لما يحدث للمجتمع، وحقيقة لفت انتباهي في هذا الموضوع، انشغال المجتمع به، كون الحالة إنسانية تعاطف معها الكثير مع أسرة الطفل، فكانت الأمنيات بعودته تجتاح القلوب، وفرح الجميع بعودته إلى أهله سالما، وأمام هذا القضية يقف الكاتب متأملا ليتعامل معها بحرفية في عمل جديد. ويضيف علاء أنه من الذين توقفوا أمام هذا العمل، ويفكر في تناوله في عمل، سواء في تفاصيل مسلسل أو كفكرة منفصلة متصلة، وأن هناك صيغا متعددة لبلورته بشكل أو بأخر، فإمكانية استثمارها أمر مهم، وخصوصا بعد الضجة الكبرى التي تواكبت مع الحدث. مصادر «عكاظ» أكدت أن فريق مسلسل (طاش ماطاش) يفكر في تناول الفكرة في شهر رمضان المقبل، ضمن حلقات المسلسل، حيث تم تكليف أحد المشاركين في كتابة العمل بتقديم فكرة اختطاف الأط فال من المستشفيات بقالب كوميدي، فيما يسعى بعض كتاب السيناريو تطوير مسألة الاختطاف في عمل متكامل يشارك فيه حشد من الفنانين والفنانات.