يظهر لنا من خلال البيانات المتشددة التي يصدرها بين الحين والآخر بعض دعاة التشدد أنهم يلهثون نحو الضوء بغية الشهرة والانتشار، ويفتشون دائما عن قضية مقدسة يبذلون طاقاتهم ومقدراتهم اللغوية والعلمية لتحدث دويا يزعج المجتمع، ويستخدمون في سبيل تحقيق مقاصدهم المعلومة المجهولة وكل ما يؤثر في الناس سواء كان ذلك لتأليب الرأي العام أو تشويه صورة من تتعارض منجزاتهم العلمية والعملية مع مصالحهم. هؤلاء يريدون لعب دور «الإسلاميين» بالمعنى السياسي للكلمة، ولكن للأسف هم في المكان الخطأ وأنهم بهذا الخطاب المتطرف لا يختلفون عن التفجيريين وأصحاب الرأي التكفيري الصريح ويقنعوننا دائما بأنهم يمارسون دور المصلح الأخلاقي الديني للمجتمع وهم في الواقع من يحتاج إلى إصلاح وتقويم. في كل مرة يقام مؤتمر أو منتدى فيه مشاركة نسائية يهب أحدهم «لإنكار المعروف» بأسلوب يدعو للسخرية أحيانا، ويلاحظ عليهم أنهم «لا يعرفون وين الله حاطهم» وهذا الوصف ينطبق عليهم لأنهم يشعروننا وكأننا في بلد غربي يعيش في ضلال وهم الدعاة إلى الله، متجاهلين أن من يدعونهم هم أهل التوحيد الذي هو حق الله على العباد، ومع انطلاق أي مشروع تنموي أو صدور أي قرار تطويري نجدهم حاضرين لإثارة البلبلة مع السعي الحثيث لقتل المنجزات ووضع العراقيل أمام عجلة التقدم. اللغة الفجة والتطاول البعيد عن الأخلاق الدينية والأعراف الاجتماعية التي تزخر بها بيانات التطرف والتشدد الأعمى ينبئان عن رغبات دفينة لزعزعة أمننا الاجتماعي من قبل جماعات وأشخاص تتشابه آراؤهم وأفكارهم بقصد تقويض المنجزات الحضارية وتعطيل التنمية وإرهاب العقول ومهاجمة الاعتدال واختلاق المشكلات، واللعب على وتر تقسيم المجتمع إلى تيارات بقصد الحصول على شرعية، وتحقيق المكانة باسم الدين الذي يستخدمونه ستارا يغطي بشاعة نواياهم تجاه البلاد والعباد، إن تقديم هؤلاء للمحاكم الشرعية بدعوى تأليب الرأي العام ومحاولة إشاعة الفوضى ونشر البيانات التحريضية هو السبيل لقطع دابر التعبير عن الرأي خارج حدود الأداب الدينية والأعراف الاجتماعية. يعلم هؤلاء المتطرفون من أصحاب بيانات الاحتساب المفلسة أنهم في عهد الملك العادل المؤمن عبد الله بن عبد العزيز، أعاده الله سالما، وأن بيانات الإنترنت ومقالات التأليب والفتنة تخالف القانون والأنظمة وهي اعتداء صارخ على هيبة المؤسسات الشرعية والشخصيات التي لها مكانتها الرمزية في المجتمع، فلا مكان للوصاية، ولن نقبل بالفتنة باسم الدين في بلد يأمر ولاة أمره بالمعروف وينهون عن المنكر.. لا وألف لا للمزايدة والتكسب باسم الواجب الشرعي المزعوم، ولا مكان للإسلاميين بالمعنى السياسي كلنا مسلمون وكلنا سعوديون.. [email protected]