يظهر التباين الشديد في نوع الحياة والاهتمام الاجتماعي بين طائف الأمس واليوم، فمدينة الطائف أصبحت ذات وجه مختلف ومذاق لا يمت للماضي الجميل بصلة، يظهر ذلك جليا من خلال أحاديث الأمس القريب، والتي تستلذ بسماعها من أفواه عاشت جمال وأنس تلك الأيام الخوالي، لتحيل نظرك اليوم إلى مدينة يصورها صحافيوها بأنها مدينة المشاكل الدائمة! تواردت تلك الخواطر وأنا أقرأ التحقيق الصحافي الجميل للزميل «علي فقندش» عن الفنانة «توحة» عدد يوم الخميس رقم 16182، وكيف كان الطائف المأنوس وبساتينه مكانا للجمال وللكلمة الراقية وللاجتماع الأروع، وتواردت الذكريات بعد ذلك على لسان المذيع المتألق «فريد مخلص»، وهو ابن إحدى عائلات الطائف العريقة والمعروفة، حين كان يمارس هوايته المفضلة على شجرة «التين» وهي الاستمتاع بالأصوات الشجية!! عندها لا تتعجب من مدى وعي وثقافة أهل الطائف، فهي مدينة تحفها الأساطير حتى أن اسمها ورد من خلال أسطورة تقول إنها «بقعة من الشام، قبضها جبريل عليه السلام بيده الكريمة وطاف بها حول الكعبة، ثم وضعها على قمة جبل (غزوان)، وهو الموضع الذي تقوم عليه مدينة الطائف حاليا»، وهناك روايات تقول إن سبب تسمية الطائف بهذا الاسم «أن أحد الملوك قديما خطب إحدى فتيات الطائف من أبيها شيخ إحدى القبائل هناك، فكان مهر تلك الحسناء سورا يبنيه يطوف حول منازل قومها يحميهم من الأعداء»، فسمي الطائف نسبة إلى ذلك السور مهر تلك الحسناء الطائفية!، وقديما كانت تسمى الطائف «مدينة السماء» لأنها على قمة جبل قريبة من السماء! هذه القصص مادة سياحية رائعة تقدم لمن يجعل الطائف مزاره السياحي، وقد تقلدت مدينة الورد بجميع الإمكانيات لتكون واسطة عقد السياحة السعودية، فوجه الطائف قد تغير عن ما نسمعه أو نقرأه عن «مدينة السماء» قديما أو حتى إلى ما قبل ثلاثين سنة مضت!! وقد سنحت لنا الفرصة الآن لتعود تلك اللوحة الأصلية بملامحها التي لا تحتاج إلى أكثر من نفض الغبار عن ذلك الوجه الجميل، وعودة حب أبنائها لها والتعاهد على تنظيف غبار الأيام الغابرة، فلا شيء ينقص اكتمال الجمال الطائفي وقد عاد سوق عكاظ إليها ليضفي تلك الأصالة والعراقة المعروفة عنها، وللصورة جمالها الثقافي التأريخي.. فهل أبناؤها جادون في عودة الطائف الرقم الأصعب في السياحة السعودية والخليجية والعالمية؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة