تلكم هي مدينة الورود والعاصمة الصيفية الرسمية والتي يبلغ عدد سكانها نحو مليون وأحد عشر ألف وستمائة وثلاث عشرة نسمة ( حسب تعداد السكان لعام 1431ه ) ، ومساحتها (87561 كم2 ) شاملة مدينة الطائف والمراكز التابعة لها ، وتبلغ مساحة المدينة نحو (1036كم2) . وهي من أعرق المدن القديمة قديماً وحديثاً وفيها من المعالم التاريخية / مسجد حليمة السعدية – مسجد عبد الله بن عباس – سوق عكاظ – قصر شبرا – سد السملقي – سد سيسد ، ناهيك عن موقعها وقربها من أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة ، ومناخها وطبيعتها . وبعد تلك المقدمة البسيطة أتساءل ماذا عمل المسؤولون ورجال الأعمال وبعض أهالي الطائف ألا يشفع لها كل هذا لديهم أن تكون من احد أجمل وأرقى مدن الشرق الأوسط سياحياً . هناك أسئلة بسيطة ولكن الأجوبة صعبة .. فما يحز في نفسي ويشعرني بالأسى والحزن أن أرى هذه العروس الجميلة (عروس المصايف) الطائف المأنوس تهمش من أبنائها فأين دور المثقفين والباحثين والمختصين ذوي الخبرات واللجان لتعمل على دراسة الوضع الحالي وهو للأسف لا شيء يذكر بالنسبة لمحافظة سياحية . لأنه وبكل بساطة كل الجهود المنفردة تضيع هباء منثورا .. وهناك سؤال آخر موجه للأمانة .. ماذا حققت من المشاريع السياحية المستثمرة المجهزة مسبقاً من الدولة وكلفت الشي الكثير التي تحتل معظم المواقع السياحية بالمحافظة التي كان وضعها في السابق على طبيعتها البريئة أفضل ألف مرة مما هي عليه حالياً .. وهل الأمانة مقتنعة وراضية وحققت أهدافها المرسومة من خطط الاستثمار ؟ أكاد لا أرى أي هدف أو فائدة تحققت من هذه المشاريع الاستثمارية المقامة حالياً لصالح هذه المحافظة ولم تحقق أي فائدة من مردودها المادي البسيط والمدة الزمنية الطويلة لأنه وبكل بساطة لو نظرنا لما يقدمه المستثمر لا شيء سوى مصلحته الخاصة وما زالت الأمانة للأسف تقوم بتجديد عقود بعض هذه المواقع مع نفس المستثمرين الذين لم يلتزموا ببنود وشروط العقود السابقة. لن تكون نظرتي كلها سلبية ولكن هناك إيجابيات ومنها الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذه المدينة الغالية ومتابعة أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير / خالد الفيصل حفظه الله والذي ضرب أروع الأمثلة في المواطنة والمسؤولية وعمل على إحياء سوق عكاظ التاريخي والقادم أجمل ... وكأنه يوجه بذلك رسالة للمسئولين في الأمانة ورجال الأعمال وأهالي الطائف نرجو أن يفهموها ويترجموها مستقبلاً . وأيضاً قيادة منطقة الطائف العسكرية حيث قامت مؤخراً بأعمال تحسينات على مواقعها ووضع المجسمات الجميلة ورجائي منها الاستمرار وأن لا تكف عن التطوير وأن تحذو جميع الدوائر والقطاعات الحكومية والخاصة حذوها لأنه في النهاية يصب هذا العمل والمجهود في شرايين وأوردة محافظتنا الحبيبة لتتمكن من العودة من جديد لطبيعتها الجميلة والخلابة التي تغنى بها الشعراء قديماً وحديثاً وهذا لن يتحقق إلا بأن يتحد الجميع ولا استثني أحداً من وزارة السياحة ومحافظة الطائف وأمانة المحافظة ورجال الأعمال وجميع القطاعات الحكومية والمثقفين وذوي الاختصاص وأهل الطائف المحبين الغيورين على محافظتهم أن يعملوا جميعا بكل جهد تحت مظلة واحدة للقيام بتحقيق هدف واحد فقط هو ما تستحقه هذه العروس وهي الطائف التي تحدث عنها الماضي ....! ويتحدث عنها الحاضر ...!!! وإن شاء الله يتحدث عنها المستقبل بكل ما هو ...!! وأخيراً وكل ما أتمناه وأرجوه أن يتحقق حلمي في حياتي وأن أرى مدينتي الطائف مدينة عصرية رائعة حالمة مقصد وجهة لكل سائح وراغب في الجمال راجياً من يحب هذه المدينة أن يردد معي دعاءً خالصاً لله أن نرى مدينتنا تلبس وترتدي أحسن الحلل والورود والخضرة والجمال الطبيعي وبكر الطبيعة . نايف محمد النفيعي- الطائف