أوضحت ل«عكاظ» أول سفيرة سعودية لمؤسسة الفكر العربي في المملكة بيان حريري، أن تمكين الفتاة المسلمة من شغل مناصب تستحقها، وتطوير الشباب عبر مؤسسات مدنية هما أبرز موضوعين ستشرع في العمل من أجلهما في الأيام القليلة المقبلة، بعد حصولها على اللقب من قبل مؤسسة الفكر في بيروت أخيرا. حريري المعيدة في جامعة الدمام والبالغة من العمر 24 عاما، أشارت إلى أنها فوجئت كثيرا بحصولها على هذا اللقب، وأضافت «لم يكن لدي علم بهذا الترشيح حينها ولم أعلم بالآليات التي تم اختياري استنادا عليها، وكل ما كنت أعلمه أني أحمل الكثير من الهموم الاجتماعية وقمت بالكثير من النشاطات الاجتماعية في بلدي». وأضافت «منذ ما يقارب خمسة أعوام وقبل أن تظهر هذه الطفرة التطوعية في المجتمع، وأنا وصديقاتي نعمل كمتطوعات لتطوير ومتابعة بعض المواضيع والفئات الاجتماعية بشكل غير رسمي، ومن هذا الإطار تم ترشيحي من قبل زملائي لاتلقى دعوة من مؤسسة الفكر العربي التي بدورها أفرحتني كثيرا بتكليفي سفيرة لها في المملكة». ولفتت حريري إلى أن حصولها على لقب سفيرة ليس تشريفا لها بقدر ما تراه تكليفا يضع على عاتقها الكثير من المسؤوليات التي تسعى للنهوض بها وتطويرها ومتابعتها، حتى يتحقق الهدف المنشود منها في أقرب وقت ممكن. أول سفيرة لمؤسسة الفكر العربي في المملكة، قالت «من الموضوعات التي سأبدأ بتناولها في الأسابيع المقبلة، تطوير الشباب وضبط توجهاتهم وطاقاتهم عبر مؤسسات مدنية توحد وتحتضن جهود الشباب بطريقة منظمة وأكثر فعالية، فكافة الأعمال التي نراها اليوم رائعة ولكن تحتاج إلى الكثير من التنظيم والاهتمام، كما أن الشباب يحتاجون إلى المزيد من ثقة المسؤولين والمجتمع». وأضافت «لا ننكر أن هناك بعض الجمعيات الثقافية التي ساعدت على نشر ثقافة العمل الاجتماعي وإعداد تصور يسهم في تنمية المجتمع وتطويره ولكنها قليلة جدا أمام الكم الهائل من الطاقات الشبابية المبدعة». وأشارت حريري إلى أن الشباب أصبح يختلف كليا عن العهد السابق في تقبلهم للعلوم الثقافية، بل أصبحوا يطالبون ببعض السبل الجديدة التي تختلف عن الأساليب التلقينية المعتمدة في بعض المجتمعات الثقافية والمناهج التعليمية والتي أثبتت فشلها في الأعوام الماضية، مؤكدة «أن الثقافة ليست حكرا على فئة معينة، بل إن فئة الشباب اليوم هم بأمس الحاجة للانشغال بثقافة اجتماعية وبسبل جديدة وعلمية كالأفلام السينمائية القصيرة، والمدونات، والأطروحات المقدمة في بعض الشبكات الإلكترونية الاجتماعية كالفيس بوك وغيره، والتي تشكل جزءا ثقافيا غير ممل، فكل تلك الآليات المستحدثة بشأنها أن تسهل من عملية دمج الثقافة في المجتمعات الشبابية». وعن مؤسسة الفكر العربي، أوضحت حريري أن المؤسسة تتميز كثيرا عن المؤسسات الثقافية الأخرى كونها تهتم كثيرا بثقافة الحوار بين الفئات العمرية المختلفة وتهتم بمناقشة وطرح كل ما هو جديد مستندة على خبرات سابقة مختلفة باختلاف بيئاتها، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تشارك فيها مشاركة فعلية في إحدى المؤسسات الثقافية خارج المملكة. وأفادت حريري أن أبرز ما يميز مؤسسة الفكر العربي هو التباين الواضح بين المشاركين في ثقافاتهم وبيئاتهم، فكان جديدا عليها كشابة سعودية أن تلتقي بهذا الكم الهائل من الشباب والفتيات المثقفات المجتمعين لهمة ثقافية موحدة تحت ظلال مؤسسة الفكر العربي، كما نوهت في هذا السياق إلى أن مؤسسة الفكر العربي منذ ثلاثة أعوام مضت وهي تعمل على تغطية كافة مجالات التنمية الثقافية في العالم العربي عن طريق إصدار تقارير باسم التقرير العربي لتنمية الثقافة العربية، وتحتوي تلك التقارير في جعبتها على أهم المجالات التي تستدعي اهتمام المواطن العربي اليوم. وعن أبرز تطلعاتها التي تسعى لتحقيقها مستقبلا، أوضحت حريري «سأسعى كثيرا لتمكين الفتاة المسلمة المحافظة لتشغل مناصب تستحقها بجدارة، فللمرأة الحق في استهلاك طاقاتها الكامنة بما يعود لها ولمجتمعها بالخير والتقدم». وخلصت حريري لتوجيه رسالتها لكل من يقف خلف لقب أنصار المرأة قائلة «شكرا لك ولاحترامك للمرأة، وأشكر كل من حمل على عاتقه هم المرأة وحارب من أجلها».