تساءلت وغيري عن سبب اختيار التسمية على الإذاعة السعودية الشبابية «ألف ألف fm»، ومع ذلك لم أتلق إجابة واضحة من قيادات الإذاعة ومنسوبيها في جولتي داخل أروقتها، ولكنني استوحيت أنه ربما اشتق الاسم من أول حرف في اللغة العربية، أو من أول حرف في أول آية نزلت من القرآن «اقرأ»، أو لعله يعبر عن أول حرف لكلتا الكلمتين «الموجة السعودية» الذي اتخذته الإذاعة شعارا لها لتأصيل مبدأ الهوية السعودية، ولكنني أقول إن المعنى في المسمى في بطن الشاعر. بدأت في الحديث مع العضو المنتدب رئيس الإذاعة حاتم مؤمنة، الذي أكد أن صناعة الإذاعة يساعد في دفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال خلق كوادر جديدة، وتوفير 300 وظيفة جديدة للسعوديين. وأشار مؤمنة أن السوق الإذاعية الجديدة متعددة الإمكانيات والتقنيات، وأصبحت تقدم للمتلقي طرقا مبتكرة وأكثر تفاعلية في التواصل والمشاركة من خلال أدواته التي تحمل صفة التنوع والاستمرارية أكثر من الوسائل المرئية والمقروءة التي اعتاد عليها المتلقي، فالإذاعة تعتبر موجة مصاحبة للمستمع في كل مكان وزمان. من جانبها، رأت مديرة الإذاعة رشا الإمام أن الإذاعة «حملت على عاتقها إنتاج إعداد ومحتوى قيم هادف بأصوات وكوادر شبابية سعودية لمخاطبة المستمع بلغة بيضاء نقية، مهمتها الرئيسية تقديم قالب إذاعي اجتماعي تفاعلي أصيل يخدم تراث وتقاليد المملكة، ويعبر عن التفكير الإيجابي الواعي لجيل الشباب السعودي. وتؤكد أن الإذاعة تريد الوصول إلى قلب المستمع ليتفاعل معها ويرتبط بها روحيا، «لذا تنوعنا في برامجنا، منها الترفيهي الهادف، والاجتماعي الحيوي للقضايا والمواضيع، والسياحي الذي يجول بنا في أرجاء الوطن الكبير، وكل الجوانب التي تمس واقع وفكر المجتمع موجهة إلى كل الأفراد باختلاف اللهجات والجهات من خلال مراسليها المنتشرين في 13 منطقة إدارية في المملكة». وأكدت الإمام أن للإذاعة استراتيجية موجهة للمجتمع السعودي، أبرزها: تعزيز اللغة العربية والتمسك بالثوابت، إبراز الهوية والروح الوطنية، مد جسور التواصل بين مناطق المملكة، إظهار الوجه المشرق للوطن، اكتشاف الكوادر الشبابية وإبداعاتهم في الداخل والخارج، وإعطاء الحركة الإعلامية في المملكة مظهرا وثوبا جديدين من الارتقاء في عالم التقنية والاتصالات»، ولذا رسمت الإذاعة لنفسها شعار (أنا الموجة السعودية). وأوضحت الإمام أن الإذاعة وتبعا لهويتها اتخذت سياسات برامجية شديدة من مراقبة للمحتوى اللفظي واحترام ذائقة المستمع في كل ما يقدم، وتحري الدقة في كل ما يقال وينقل من معلومات معرفية ملتزمة بقوانين الطباعة والنشر الصادرة من وزارة الثقافة والإعلام. وأضافت: «نحاول أن نكون معتدلين في طرحنا، ومديرين للحوار بطريقة ذكية، فلا نبدئ رأيا، فتبعيتنا لبلد مثل المملكة وانضواؤنا تحت مؤسسة فكرية يلزمنا أن نقدم المعلومة والتثقيف الراقي، فلا نخرج بمواد قليلة الأهمية، ونرفض كل ما يخالف ديننا وعادتنا وتقاليدنا، ولذلك تجدنا نتبع الأبحاث العلمية في توزيع البرامج على مدار الساعة، ويمكنني القول إننا بكل بساطة نحاول أن نكون مع المستمع المواطن بتقديم خدمة اجتماعية راقية، فنخاطب خياله سمعيا وكأنه يرى، ولذا نستطيع أن نقول إننا نوصل صوت الشباب بالألوان». وعن حديث حول جيل الشباب، بينت الإمام أن «الإذاعة تخاطب الشباب ب 80 في المائة من برامجها، لذا اختارت نفس الفئة لتقديمها، فأقصى مذيع من شبابنا لديه خبرة ثلاث سنوات فقط فيتم تدريبهم وتقنينهم على ضوء هوية وسياسة الإذاعة، فحاولنا جاهدين تكوين خليط مع مذيعين مخضرمين وشباب، فاستطعنا أن نجمع بين مهنية الكبار وأفكار المبتدئين والإبداع بالجمع بينهما، حتى أخبارنا المحلية التي نقدمها على رأس كل ساعة طابعها محلي 100 بالمائة. وتطرقت الإمام إلى البرامج الرمضانية للإذاعة، موضحة أنها دينية روحانية مسلية، ويشارك فيها أسماء كبيرة سيعلن عنهم الشهر المقبل، كما تتضمن برامج دينية شبابية حديثة جاذبة، وأخرى منوعة «كوميدية تتناسب لبهجة الشهر المبارك»، وثقافية للعادات والتقاليد السعودية، إضافة إلى المسابقات والأناشيد الدينية والأدعية وبرامج المرأة والصحة. وركزت الإمام على البرنامج الثقافي الذي يغطي عادات وتقاليد المجتمع السعودي، مشيرة إلى أنه يتنقل يوميا طوال شهر رمضان بين 30 مدينة في المملكة لينقل تلك العادات والتقاليد والأجواء الرمضانية إلى المستمع. وأيضا تهتم الإذاعة في هذه المرحلة الحالية بالمبتعثين السعوديين في الخارج، لذا خصصت الإذاعة برنامجا رمضانيا يعنى بالنشاطات والفعاليات الرمضانية ومعايشة تكيفهم في بلاد الغرب، خاصة في الشهر المبارك. «السعودية اليوم» الذي تقدمه الإعلامية البارزة منال فيصل الشريف صاحبة الخبرة الكبيرة في الصحافة المقروءة من السبت إلى الأربعاء وفيه تطرح مواضيع البيئة المحلية (المجتمع السعودي) بكل قضاياه وملامحه وهمومه، وتقدم ساعة جادة ومتطلعة على أحداث الساعة من أحداث وقضايا تهم المجتمع المحلي بكل مستوياته وجهاته مثل مواضيع التعليم ومعوقاته والبطالة وسبل حلها وتطوير خدمات الطوارئ وغلاء العقار وغيرها من المواضيع المهمة لعموم المواطنين وتعكس مطالبهم وهمومهم.