أعلنت مجموعة من المثقفات استعدادهن للانضمام للجمعية العمومية ودفع رسومها والترشح لعضوية مجلس إدارة الأندية الأدبية طبقا للائحة الأساسية التي اعتمدت أخيرا من قبل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة . بل إن رئيسة اللجنة النسائية بنادي جازان الأدبي خديجة ناجع الصميلي لا تمانع في ترشيح نفسها لرئاسة النادي. مؤكدة ل"الوطن" أنها ستدفع الرسوم لو بلغت 300 ألف ريال وليس 300 ريال، مشددة على أنها ستخوض الانتخابات وتثبت اقتدارها على صنع قرارات تخدم منطقتها وتؤسس لوعي جيد وتبرهن للجميع قدرتها على استيعاب كثير من الأطياف الثقافية التي لم تجد من النادي الذي رأسه رجل، الصدر الرحب لاحتواء مواهبها وقدراتها، حسب الصميلي التي تابعت قائلة: لم يؤسس بعض أولئك الرؤساء السابقين وعيا بما يكفي ولم يشتغلوا على تقديم كثير من الأسماء الثقافية ولم يسيروا بأنديتهم خطوات إلى الأمام . وتؤكد الصميلي على أن المرأة أصبحت جاهزة بخبراتها السابقة لأن ترأس ناديا أدبيا، موجهة الخطاب إلى الوزارة قائلة :هذه رسالة للوزارة جربونا،فالانتخاب دون تحديد النوع (ذكر/ أنثى) طوق نجاة. وفي الوقت الذي حظيت فيه اللائحة الجديدة بالثناء من قبل عديد المثقفات السعوديات تساءلت أخريات عن فكرة تحول الأندية إلى مراكز ثقافية. وقالت رئيسة اللجنة النسائية بأدبي أبها عائشة الشهري : فوجئت باللائحة الجديدة التي دار جدل حولها أيام وكيل الوزارة السابق الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي قال إن الأندية الأدبية ستتحول الى مراكز ثقافية . وأضافت : كنا نتمنى أن تكون المراكز الثقافية لتضم معها المجالات الأخرى التي لا تمول بما يكفي مثل جمعيات الثقافة والفنون، فالثقافة كيان واحد .وتتفق الشهري مع الصميلي متسائلة: لماذا لا تكون المرأة رئيسة للنادي أو المركز الثقافي؟ فأن تعرض القرارات على العضوات ويطلب منهن تنفيذ الأوامر فحسب، شيء غير منطقي. وتلفت الانتباه رئيسة اللجنة النسائية بأدبي الشرقية فوزية العيوني إلى أن ثقافة الانتخاب التي ستخوضها المرأة هي ثقافة حديثة في الوطن بدأها الرجال في الغرف التجارية والمجالس البلدية، فأن تخوضها المرأة الآن في الأندية الأدبية وأن تترسخ ثقافة الانتخاب أدبيا أمر رائع. وثمنت العيوني تنويع العضوية ومسألة دفع الرسوم مستدركة :إذا كان المقصود من فكرة دفع الرسوم استقلالية الأندية الأدبية وعدم تدخل الوزارة في أنشطتها لأخذ إذن فسندفع بكل افتخار، أما إذا كان الحال سيبقى على ما هو عليه فما الجدوى من الرسوم؟ والواضح انه باللائحة ستعامل الأندية مثلما تعامل مؤسسات المجتمع المدني إلا انه لابد من رفع سقف الحرية فكريا واجتماعيا وأدبيا. فيما نظرت الكاتبة ليلى الأحيدب إلى بند الرسوم الذي أقرته اللائحة بعين التقدير، مشيرة إلى أنها مسألة تنظيمية مهمة تدعو إلى نوع من الالتزام . وأيدت الأحيدب خطاب اللائحة الموجه للمرأة والرجل دون تمييز، واصفة إياه بأنه مبدأ حضاري وإنساني. وتحذر رئيسة اللجنة النسائية بأدبي تبوك الدكتورة عائشة الحكمي من تدخل المحسوبيات القبلية والعلاقات الشخصية في الانتخابات، مبينة انه إذا نظر إليها بحيادية فستنجح انتخابات الجمعية العمومية ، متسائلة عن كيفية ضمان نزاهة الانتخابات وقيامها بناء على المصلحة العليا للحركة الثقافية. أما الدكتورة لمياء باعشن التي حضرت بعض الاجتماعات السابقة التي تمت بشأن اللائحة فنوهت إلى أن الاعتراض كان على عدم وجود تاء التأنيث بوضوح في اللائحة، لكن اللجنة التي أعدت اللائحة أوضحت أن اللائحة مفتوحة، فالمرأة مثلها مثل شقيقها الرجل في البنود والشروط ، ولم ينص بند على ألا ترشح المرأة نفسها لرئاسة مجلس النادي. وحسب باعشن فكل مثقف ومثقفة من حقه إذا حصل على أصوات أن تكون له العضوية أو الترشيح. واعتبرت رئيسة اللجنة النسائية بأدبي حائل سابقا فاطمة اليحيا أن المساواة بين المرأة والرجل ذات قيمة إذا طبقت بحذافيرها، مؤكدة أنها قد ترشح نفسها مجددا وتدفع الرسوم وخاصة أنها أكملت دراستها الجامعية وتخرجت هذا العام، وهذا أحد شروط القبول. وقالت اليحيا: إن نادي حائل دعم المرأة ورفع طلبها بدخول المثقفة في عضوية المجلس، حينما كنت رئيسة للجنة قبل أكثر من عامين، إلا أن الاقتراح رفض من قبل وزارة الثقافة والإعلام نفسها وهي التي أقرته الآن. وأكدت عضو اللجنة النسائية بأدبي الطائف سارة الأزوري أنها ستدفع الرسوم وترشح نفسها وربما رشح الجميع نفسه ومن يفز بالرئاسة فهو الأصلح، بحسب الأزوري التي عبرت عن رضاها باللائحة لعدم تمييزها بين امرأة ورجل. وقالت: أكثر ما لفت نظري في اللائحة تدرج العضوية بحيث يكون المجال متاحا للجميع للمشاركة في الحراك الثقافي. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل سيطبق ما جاء في اللائحة الجديدة أم يظل الأمر في يد الرؤساء كالعادة؟. إلا أن الأحيدب تنتقد بعض شروط العضوية وهي أن يكون للعضو العامل إصدار، موضحة: هناك مبدعون ومثقفون ليس لديهم إصدار مع أنهم رواد في الحركة الثقافية السعودية مثل الشاعرين عبدالكريم العودة وغيداء المنفى وغيرهما. وهناك من لديه أكثر من إصدار هزيل وليس فاعلا ويحسب على الثقافة والمثقفين. وبينما أبدت عائشة الحكمي عدم رغبتها في الترشح للرئاسة ، شددت عائشة الشهري على الاحتياج لبند عقوبات على المجلس الذي لا يطبق بنود اللائحة، فالواضح، حسب الشهري، أن الهيكلة الجديدة أعطت المجالس سيطرة أكبر على الأندية.