طالبت مجموعة من مثقفات المدينةالمنورة بتغيير الهيكل الإداري لنادي المدينةالمنورة الأدبي، مشيرات من خلال “المدينة” إلى ضرورة أن تكون هناك عملية انتخابات واضحة، وتكوين لجان في النادي، وتوزيع المهام بحيث لا تكون محصورة على جهة معينة، أو أسماء معينة، وضرورة دعم العضوات السابقات والمشاركات معنويًا وماديًا. في البداية طالبت الأديبة فاطمة سعد الدين بتغيير الهيكل الإداري للنادي الأدبي بالمدينة، وذكرت أن المؤسسات الثقافية تحتاج إلى مراجعة جادة تشمل شؤونها كافة، وأن هذه المراجعة تحتاج إلى إعادة هيكلة وترشيحات جديدة وإدخال دماء شابة متعطّشة للمعرفة، والأهم من ذلك إعادة رسم المشهد الثقافي وفق خطط ثقافية طموحة تبتعد عن الروتين الثقافي والمستهلك الشائع مثل إصدار الكتب وتنظيم المحاضرات والندوات فقط. وأضافت: إدارة نادي المدينة ما زالت باقية رغم انغلاقها المتشدّد الذي يلحظه كل من يهتم بالوضع الثقافي، فالنادي لم يقدم للمثقفات شيئًا، وقد حرمهن من أبسط حقوقهن كنشر المجموعة القصصية والكتب، فقد تقدمت أنا بطلب نشر مجموعتي القصصية وظلت خمس سنوات في أدراج النادي ولم تُنشر حتى طلبت سحبها والاحتفاظ بها. وعبّرت عن أسفها بأنه لا يوجد من يتابع أو يتتبع ما يجري في هذه الأندية، والواقع يقول إن من يذهب لتلك الأندية يلاحظ ضعف الفكر والثقافة في ظل وجود من يتمسكون بالمناصب والمقاعد. وأشارت سعد الدين إلى أنها أرسلت خطابًا إلى مدير النادي الأدبي بالمدينة الدكتور عبدالله العسيلان حين كنت عضوة في اللجنة النسائية قبل سنتين ونصف ذكرت فيه أني كنت أحضر جميع الفعاليات لأنني ملزمة بذلك وكنت أُفاجئ بعدم حضور رئيسة اللجنة النسائية لأغلب الفعاليات أو حضورها وخروجها في نفس الوقت وكنت أنا أبقى رغم الحضور الشحيح في النادي ونظرًا لما لمسته من عدم الاهتمام بالأنشطة والبرامج والفعاليات المقامة في النادي وعدم تواجد حضور لغالبية تلك الفعاليات تقدمت بعدد من الاقتراحات ولكن للأسف فُهم الخطاب بأنه استقالة وتم إهماله وتجاهله. كما انتقدت سعد الدين مبنى النادي قائلةً: مستوى البناء السيئ لا يليق بالثقافة الأدبية إضافة إلى الخدمات السيئة داخله. وذكرت الأديبة بثينة إدريس (إحدى مؤسسات رابطة أديبات ومثقفات المدينةالمنورة) أنها قامت بنشر كتابها قبل عشرين سنة عن طريق إحدى المطابع وأنها لم تتجه للنادي الأدبي أو تعاملت معه. تجمّع أدبي وثقافي “المدينة” تواصلت مع أديبات المدينةالمنورة خلال تجمّع أدبي وثقافي بإحدى الصالونات النسائية، حيث تواجدت شرائح متعددة من مثقفات وأديبات وتربويات وطالبات جامعة، فوجّهن إليهن سؤالًا عن مدى معرفتهن بتوزيع استمارات الجمعية العمومية للأندية الأدبية أو هل قرأن أي إعلان عنها في الصحف أو أي وسيلة إعلانية، فكان ردهن واضحًا وصريحًا وهو: “لأ”.. وجاء هذا الجواب من أكثر من اثنتي عشرة سيدة أكدن أنهن لم يسمعن عنها برغم من متابعة العديد منهن لجميع أنشطة النادي الأدبي ومتابعة ما يجري في الساحة الأدبية، ومنهن: بهية المولد (مشرفة تربوية) وعائشة باكوين (معيدة بجامعة طيبة) والفنانة التشكيلية ليلى الأحمدي والمعلمة نفيسة الشطر والمعلمة مريم جلال والكاتبة عائشة الشنقيطي وجميلة إبراهيم (مديرة متوسط) والمعلمة هند البلوي وسارة المبارك (جامعية ولها إبداعات أدبية) ومريم العربي (عضوة رابطة أديبات المدينة) والشاعرة رائدة مرشد والشاعرة رائدة فالح.. جميعهن أكدن عدم علمهن بصدور هذه الاستمارات، ومشيرات إلى أن من حق الأديبات والشاعرات والتشكيليات في المدينةالمنورة الاشتراك وتسلم استمارات الترشيح، متمنيات أن يحظى الأدب والأديبات في المدينةالمنورة بالاهتمام والتقدير. المعيدة بقسم اللغة العربية بجامعة طيبة عائشة باكوين قالت: حاولت التواصل مع النادي الأدبي بشتى الطرق ولكن لم يصلني شيء كما آمل أن يكون هناك تعاون بين النادي وبين جامعة طيبة وأطالب النادي بزيادة الأنشطة وتكثيف الإعلانات والتواصل عبر الصحف ووسائل النشر المختلفة. وأضافت جميلة إبراهيم: نتمنى من النادي التعريف عن أنشطته لجذب أبنائنا وبناتنا إلى الاطلاع وعرض ما لديهم من مواهب وإبداعات واحتضانهم ليصبحوا أعضاء فاعلين. أما هند البلوي فعلّقت: نحن المعلمات لدينا طالبات موهوبات أدبيًا ونريد الأخذ بأيديهن إلى سماء الأدب، فكيف السبيل؟ ******************* رئيس النادي: بعضهن ينتظرن أن نبعث الاستمارات إلى بيوتهن من ناحيته نفى الدكتور عبدالله العسيلان رئيس النادي الأدبي بالمدينةالمنورة أن تكون قد وصلت إليه أي مطالب من المثقفات وأنه لو تقدمت أي مثقفة أو أديبة لرئيسة القسم النسائي لأخبرتنا بذلك. وقال العسيلان ل “المدينة”: إن من تطالب النادي الأدبي هي الأستاذة فاطمة سعد الدين فقط كما قرأنا بالصحف وليست المثقفات وبالنسبة للأستاذة وفاء الطيب فلها مطالب جميعها متحققة ولكن النادي لديه خطة للنشر بحيث تخضع الأعمال المقدمة للتحكيم والذي يمكن نشره نقوم بنشره والذي لا يستحق النشر لا ينشر. وأضاف: بالنسبة لمن تواصلت مع النادي ولم تجد ردًا فهذا الأمر موكل لرئيسة اللجنة النسائية أمل زاهد وهي دائمًا تحرص على أن تتواصل المثقفات مع النادي وتبذل كل جهدها ولكن للأسف لا تجد تجاوبًا مع حضور الفعاليات والتفاعل مع أنشطة النادي واعتقد أن من أثار هذا الموضوع للمرة الأولى كان يبحث عن أمور شخصية. وختم العسيلان حديثه قائلًا: استمارات الترشيح لانتخابات الجمعية العمومية موجودة عند رئيسة اللجنة النسائية ومن يرغب منهن فعليهن الحضور إلى النادي، وأنا أؤوكد مرةً أخرى أننا نحن أول نادٍ يعلن عن بدء الترشيح ولكن يبدو أن بعض المثقفات ينتظرن من النادي أن يبعث الاستمارات إلى بيوتهن. ********************** نزهة: الموضوع يحتاج لمواجهة الكاتب والمؤلف طلال نزهة أشار عبر “المدينة” إلى أن نادي المدينةالمنورة الأدبي منذ أن نشأ وهو محدد لأناس معينين فقد كانت منطويًا على نفسه، قصير المدى، لا يساهم في البحث عن المثقفين وبخاصة مثقفات المدينة وهو عبارة عن موقع يفتح أبوابه فمن حضر له أهلًا ومن غاب مع السلامة. وأضاف: قبل أن أغادر المدينةالمنورة سواء للعمل في الداخل أو خارج البلاد كان عندي تحفّظ وانتقاد على النادي الأدبي وعندما عدت من رحلة مطولة وجدت النادي كما هو وعندما تقصيّت عن واقعه، مقارنةً بالأندية الأدبية بمكة المكرمةوجدة، وجدت متغيّرات جديدة مع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة هذا الرجل الذي حقًا لديه من بعد النظر ما يحقق الهدف من الناديين وقد تواجدت في النادي قبل يومين وطلبت من القائمين عليه الرغبة في التسجيل أنا والأخ أحمد الشريف ولكن المعلومة التي جاءت أن موضوع التصويت واختيار الجمعية العمومية تأخر بسبب تمديد الفترة لعام كامل وحيث إنني حديث عهد للعودة للمملكة وقد استقررت في مسقط رأسي لذا فالموضوع يحتاج لمواجهة. ********************** الصفراني: سأكون محاميًا عنكم.. وفلاح: زوبعة ليست بالجديدة الدكتور محمد الصفراني عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالمدينةالمنورة أوضح ل “المدينة” أنه لم يتم تشكيل لجنة عمومية وبالنسبة للاستمارات فقد أُعلن عنها بالصحف ومن قرأ الصحف وشاهد الإعلان هو من تقدم إلى النادي لتعبئة الاستمارة والمشاركة لمن تنطبق عليهم الشروط والأمور كانت طبيعية حتى طلبت وزارة الثقافة والإعلام دراسة إعادة اللائحة من جديد وإبداء المرئيات وهو ما أدى إلى عدم اكتمال تشكيل اللجنة وربما يتم إعادة تعبئة الاستمارات من جديد والإعلان عن ذلك. وعن عدم نشر المجموعة القصصية والكتب للأديبات، قال الصفراني: تواصلت معهن عن طريق صفحة رابطة أديبات ومثقفات المدينةالمنورة على “الفيس بوك” وقد ذكرت أن من لديها كتابًا ولم يُنشر أو لديها مطالب فأنا مستعد بأن أقوم بإيصال هذه المطالب إلى مجلس الإدارة لمناقشتها ولكن للأسف لم أجد أي رد منهن، وأنا لم أسمع بأن مطالبهن قُدمت لمجلس الإدارة، وأنا أطلب من إخواني وأخواتي المثقفين أن يتواصلوا مع النادي وسأكون أنا شخصيًا المحامي لهم. فيما أشار عضو النادي نايف فلاح إلى أن ما قامت به العضوة والكاتبة وفاء الطيب من زوبعة في النادي الأدبي بأنه ليس بالجديد، ولكن سريعًا ما تعود الأمور إلى طبيعتها، ودائمًا ما تحصل خلافات في اللجنة النسائية. واعتبر فلاح أن هذه الخلافات بين المثقفات والنادي هي بسبب اختيار رئيسة اللجنة النسائية دائمًا لحضور المؤتمرات الأدبية، فهن يتوقعن أن النادي هو من يرسلها، وهذا غير صحيح لأن اختيارها للمشاركة أدبيًا يأتي بصفتها رئيسة اللجنة النسائية وكاتبة في إحدى الصحف المحلية.