بدأت وزارة النقل في نزع ملكية أراضي ومنازل تعترض مشروع طريق الحرمين للسكة الحديد، تعود ملكيتها لمواطنين من سكان حي الحرازات (شرقي جدة)، وذلك عقب أخذ موافقتهم بالتوقيع خطيا على كروكيات المشروع والاتفاق على المساحات المحددة، إلا أن السكان عبروا عن امتعاضهم إزاء تصرفات أعضاء لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات، والتي تمثل في إزالة مواقع لم يشملها قرار الإزالة، ويؤكد مواطنون من سكان الحي أن هناك مباني أزيلت بالكامل وسويت بالأرض، رغم أنها لا تقع على مسار القطار ولم تدخل في العقود المبرمة مع وزارة النقل، فيما تقاذفت الوزارة ولجنة مراقبة الأراضي مسؤولية ذلك. وفي هذا الصدد قال ل«عكاظ» مصدر مسؤول في مشروع تنفيذ مسار القطار ومنح التعويضات في وزارة النقل، أن لجنة التنفيذ استعانت بلجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات لنزع الملكيات المتفق عليها مع المواطنين وفق الكروكيات المعتمدة لمسار القطار واستقطاعها من أراضيهم وممتلكاتهم لصالح مسار المشروع وتعويضهم عنها، ولفت إلى أن اللجنة لم تكن مطالبة بنزع الملكيات التي لا تعترض مسار قطار الحرمين، وأكد المصدر «نستغرب تصرف لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات حيال هدم ملكيات مواطنين بشكل كامل، في حين كان المطلوب استقطاع أجزاء منها، خصوصا أننا زودنا اللجنة بالكروكيات الخاصة لمسار المشروع محددة فيه أعمال الإزالة المطلوبة». وأضاف المصدر أن المواطنين أشعروا وفق الآليات المتبعة في تنفيذ المشروع بتاريخ الإزالة واستقطاع الأمتار المطلوبة لنزع ملكيتها، تمهيدا لمنحهم تعويض الأنقاض المزالة حسب الأمتار المتفق على نزعها بعد اتمام معظم الإجراءات المطلوبة من تأشير وإشعار وغيرها، لكنه نفى في الوقت نفسه قيام الوزارة بتعويض المواطنين عن ما قامت به لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات حيال ممتلكاتهم التي هدمت وأزيلت بشكل كامل. وحين واجهت «عكاظ» رئيس لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات سمير باصبرين بإفادات المواطنين وتصريح وزارة النقل، حمل الوزارة مسؤولية إية إزالة تمت في الموقع، وأكد أن إزالة المباني تمت وفق الكروكيات والمحاضر المعدة مسبقا والتي اعتمدتها كافة الجهات المعنية في أعمال الإزالة في تلك المنطقة، ونفى أن تكون أعمال اللجنة في أحياء الحرازات عشوائية. وقال باصبرين أن كروكي ومحضر الإزالة يثبت موافقة الجهات المعنية على إزالة المواقع التي تعترض مسار طريق الحرمين وتم اشعار المواطنين مسبقا بوضع إشارات خطية على منازلهم بمواعيد الإزالة من قبل وزارة النقل ولجنة مراقبة الأراضي وأكدت خلالها على نزع الملكيات وفق الكروكيات المعدة والمستلمة من وزارة النقل ولجنة تنفيذ مشروع قطار الحرمين. لكن سكان حي الحرازات يصرون على موقفهم تجاه عشوائية الإزالة ويطالبون بمحاسبة المتسبب في خسائرهم المادية وتعويضهم حيال ما قامت به لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات، واستسلم بعضهم للبكاء بحرقة على ما وقع عليهم من ظلم بحسب تعبيرهم وذلك حين التقتهم أمس«عكاظ» في الحي، وأكدوا أن بينهم من أصيب بنوبات مرضية أودعوا على إثرها المستشفيات. ويقسم عبد الله الشهري مالك منزل أزيل في الحي قسما غليظا أن ما حصل في الحي «لا يرضاه ولاة الأمر والمسؤولون بأي شكل من الأشكال»، وأكد أن هذا تعد صارخ على الممتلكات دون وجه حق، يقول «استيقظنا صباح اليوم التاسع من شهر ذي الحجة الماضي على لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات وهي تشرع في هدم بعض الممتلكات والمنازل بشكل عشوائي ودون سابق إنذار، وتسبب ذلك في دخول أحد أبناء عمومتي يبلغ من العمر 60 عاما المستشفى، بعد أن أصيب بنوبة عصبية وقلبية نتيجة ضياع حصيلة أمواله طوال حياته أدراج الرياح». فيما يقول موسى الحارثي من سكان الحي أنه راجع وزارة النقل وأتفق معهم على نزع 200 متر من إجمالي مساحة منزلي، «وافقت على ذلك بالتوقيع على كروكي مسار قطار الحرمين، وأفرغت الجزء المحدد لنزع ملكيته تمهيدا لإزالته لصالح مشروع مسار القطار إلا أني فوجئت بأن اللجنة هدمت منزلي بشكل كامل وتعدت على مساحة 400 متر دون وجه حق»، فيما يشير محمد عايش إلى أن اللجنة أزالت منزله رغم أنه لا يقع على مسار القطار دون سابق إنذار. ويطالب كل من عليثه العروي وسعيد الكوماند وسعد الحارثي ومحمد فوده وهم ملاك منازل هدمت في حي الحرازات بمحاسبة المتسبب بالإزالة العشوائية، وذكروا أن من بين المراقبين الذين كانوا برفقة اللجنة شباب طائشين يصدرون أوامر الإزالة بشكل عشوائي للعمال على المعدات الثقيلة دون الالتزام بالكروكيات التي بحوزتهم، «وحين حاولنا ثنيهم عن ذلك كانوا يستخفون بعقولنا ولا يلقون لنا بالا».