لاشك أن اجتماع الحجاج في مكان واحد وفي مدة زمنية معينة لا يوازيه أي تجمع، وعلى هذا الأساس أصبح من الضرورة تنظيم الحج لكي يتسنى لكل حاج أداء مناسكه بيسر وسهولة، وهو ما تسعى له دولتنا الرشيدة وعلى رأسها قيادتها الحكيمة حفظها الله، والإنجازات التي يلحظها كل القاصدين للأراضي المقدسة خير شاهد ودليل، غير أن هناك ما يعكر صفو هذه الإنجازات والتي بدأت تؤتي أكلها، وهو تسلل بعض الحجيج وعدم تقيدهم بالأنظمة والتي لم يكن الهدف من ورائها إلا راحة وسلامة حجاج بيت الله، فقد تسبب هؤلاء المخالفون في الازدحام والتضييق على إخوان لهم قدموا لأداء هذه الفريضة من أقصى الديار متكبدين مشاق السفر وتكاليفه، ولحفظ حقوق هؤلاء وغيرهم من الحجاج المصرح لهم لابد من ابتداع بعض الأفكار لعل في الأخذ ببعضها ما يساهم في عملية التنظيم ومن ثم إلى الوصول إلى الغاية المنشودة وهي الاطمئنان على راحة الحجاج وسلامتهم، ومن هذا المنطلق لاحت لي فكرة وهي (تنظيم الحجاج من خلال الألوان) ولنفترض اللون الأزرق والأصفر والأحمر، فيخصص لكل مجموعة كبيرة قد تكون ثلث الحجاج اللون الأزرق والثلث الآخر اللون الأصفر والثلث الأخير اللون الأحمر، ويتم وضع توقيت لكل لون، فمثلا يكون موعد الطواف في اليوم الثاني عشر للون الأزرق من الساعة الواحدة إلى الساعة الثالثة عصرا، ويراعى فيه المسافة الزمنية للوصول إلى المسجد الحرام، ومن ثم يأتي وقت اللون الأصفر من الساعة الثالثة حتى الساعة الرابعة والنصف، ثم اللون الأحمر، ومن يتخلف عن موعده يؤجل حتى اليوم الثالث عشر، أما الحاج المصاب بعمى الألوان (المتسلل والمفترش) فيكون طوافه مع من لم يتعجل في اليوم الثالث عشر، ويمكن الاستفادة من الألوان في تنقلات الحجاج بين المشاعر وفي رمي الجمرات، أما الآلية في توزيع الألوان فتكون عن طريق الحملات، فيأخذ كل حاج اللون المخصص له عند حصوله على التصريح. سعود عوض البدراني المدينة المنورة