بعد مهاجمة أمين عام حزب الله حسن نصر الله المحكمة الدولية الأسبوع الماضي في خطاب له، والذي دعا فيه الدولة اللبنانية أن تكف يدها عن موضوع المحكمة استعدادا منه للمواجهة، باتت الحاجة الإقليمية والدولية ملحة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية في البلاد. وفي هذا الإطار كشفت مصادر سياسية مطلعة في بيروت ل «عكاظ» «أن تواصلا دوليا بدأت تلوح منه ملامح صفقة كبيرة ستكون تداعياتها على لبنان كبيرة ومن شأنها أن تغير الكثير من الوقائع الداخلية وأحجام الكثير من القوى». ومن جهته، رأى عضو تكتل «لبنان أولاً» النائب خالد الضاهر أن «الحملة التي يشنها حزب الله على المحكمة الدولية هي مؤامرة لإنهاء محكمة دولية وجدت للتحقيق بالاغتيالات التي حصلت في لبنان»، لكنه اعتبر أن حزب الله خسر معركة المحكمة لأنها قائمة رغم المحاولات الكلامية لإزالتها، كما خسر حزب الله معركة القرار الاتهامي، مشدداً على أن لغة التهديد والوعيد لن تفيد البلد ولا حزب الله. وقال النائب الضاهر في تصريح له أمس «جميعنا ننشد الحقيقة والعدالة، وإذا صدر قرار ظني وكان مبنياً على أدلة فيجب أن نؤيده جميعاً، أما إذا لم يكن مرتكزاً على معطيات قوية فسنتعاون جميعنا على رفضه وتحصين البلد»، واصفاً الحملة التي تشن على المحكمة الدولية ب «حملة جنون إذ هناك من يتهم أهل الضحايا بأنهم وراء شهود الزور». هذا وأوضح الضاهر أن أحداً لا يستطيع إلغاء المحكمة الدولية، لا حزب الله ولا تيار المستقبل ولا 14 أو 8 آذار ولا حتى الدول العربية والغربية، مشيراً إلى أن «هذه المحكمة تحظى بإجماع عالمي وإقليمي وبمطالبة أكثرية الشعب اللبناني». وإذ أكد الضاهر أن «مصلحتنا هي في بناء المؤسسات والدولة اللبنانية»، لفت إلى «إننا نعيش في مأزق، لكن ننصح حزب الله إلى التروي والتعقل والتعامل وفق القوانين والأعراف اللبنانية والسياسية». من جهته جدد السفير الفرنسي في لبنان دونيه بييتون دعم بلاده للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، موضحاً أن «فرنسا تحرص على علاقتها مع كل الأطراف من أجل الخروج برؤية جامعة للاستقرار والعدالة الدولية التي تؤيدها»، وأعرب عن «تفاؤل» بلاده بشأن الوضع اللبناني. وشدد على «ضرورة الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره، خصوصًا أن هناك محكمة تعمل من أجل لبنان».