رفضت لجنة مبادرة السلام العربية أمس عودة المفاوضين الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل إلا بعد تقديم عرض جاد يوضح مرجعيات التفاوض وأسسه. وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بعد انتهاء اجتماع اللجنة أنها قررت «عدم استئناف المفاوضات وأن يكون ذلك رهنا بتلقي عرض جاد لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وفقا لمرجعيات عملية السلام». وأضاف موسى أن القرار الذي اتخذته اللجنة يتضمن أيضا بنودا تدعو للذهاب إلى مجلس الأمن لعرض موضوع المستوطنات وطلب وقفها. بدوره، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن العرب سيتوجهون إلى مجلس الأمن حتى لو كانت الولاياتالمتحدة ستستخدم حق الفيتو ضد أي قرار يمكن أن يصدر عن المجلس. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن اللجنة أصدرت بيانا عقب اجتماعها بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكدت فيه أنه لن يجري استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي إلا بعد تقديم عرض جاد من الولاياتالمتحدة توضح فيه المرجعيات والأسس التي يجري على أساسها التفاوض. وأضاف أبو ردينة أن البيان يحمل إسرائيل مسؤولية تعثر عملية السلام ويطالب بالتحضير للذهاب إلى مجلس الأمن الدولى. وكان الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني شدد على ضرورة التوجه لمجلس الأمن في حالة فشل المفاوضات، وذلك من أجل تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود العام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وقال في الجلسة الافتتاحية لاجتماع لجنة مبادرة السلام إن «هذه الخطوة (التوجه لمجلس الأمن) ليست سابقة للأوان خاصة في حالة ثبوت فشل عملية التفاوض؛ لأن عدم اتخاذها في هذه الحالة سيعني القضاء على مفهوم الدولتين»، مشيرا إلى أن الأوساط الرسمية الأمريكية أعلنت معارضتها لهذه الخطوة. وأضاف «علينا أن نستمر في تأكيدنا أن السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين هو خيارنا». من جهة أخرى، كشف مسؤول فلسطيني أن المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل عرض على الفلسطينيين والإسرائيليين عقد محادثات «متوازية» كلا على حدة مع الإدارة الأمريكية لمحاولة إعادة إطلاق عملية السلام. وأوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح صحافي أن ميتشل، الذي التقى الثلاثاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله «حمل اقتراحا بأن تبدأ الإدارة الأمريكية الأحد والاثنين المقبلين محادثات متوازية، وليس مفاوضات، مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كلا على حدة». وينص العرض الأمريكي بحسب المسؤول الفلسطيني على استمرار المباحثات المتوازية لمدة ستة أسابيع وأن تركز على قضيتي الأمن والحدود.