سبحان الله، كل الثمرات لديها قصة مهمة تحكيها، علما أن بعضها قد غيرت مجرى التاريخ. وتحتل الزيتونة مكانة خاصة جدا نسبة إلى جميع ثمرات العالم، وإليكم التعليل: بالرغم من وجود العديد من المصادر الطبيعية للزيوت الغذائية، مثل اللوز والجوز والصويا والذرة وغيرها، يتميز زيت الزيتون بالعديد من الخصائص الصحية. جميع الزيوت هي عبارة عن دهون سائلة وبعضها يبقى سائلا لدرجات حرارة باردة جدا، وهي «غير مشبعة» بروابط الهيدروجين، أي أن تركيبتها الكيميائية غير منظمة هندسيا نسبة إلى تلك التي تحتوى على روابط «مشبعة»، وهذا التشبع يجعلها تبقى في وضعها السائل لدرجات حرارة أكثر برودة، وهذه إحدى خصائص مكونات زيت الزيتون، فدرجة تجمدها تصل إلى ست درجات مئوية تحت الصفر. ولهذه الخصائص أيضا مردود كبير على الصحة، سواء كانت للشرايين، أو الجهاز الهضمي، أو الجلد. وكانت هذه الفوائد معروفة منذ القدم، فتم التحول من استخدام زيت الزيتون في الوقود والإضاءة إلى استخداماته الغذائية والصحية، لدرجة أنه كان معروفا باسم «السائل الذهبي»، نسبة إلى فوائدة. وبالرغم من الأصول الشرقية لفصيلة شجرة الزيتون التي تطرح ثمارا للغذاء، إلا أن اسمها «أوليا أوربيا»Olea europaea، مما يوحي بأن جذورها أوروبية. وهي من أقدم الأشجار لدرجة أن هناك أساطير توحي بأنها بدأت نموها من الأراضي حول قبر أبينا آدم. واليوم ستجد أشهر محاصيل الزيتون المتميزة في العالم في فلسطين، لبنان، سورية، تونس، الجزائر، اليونان، إيطاليا، وإسبانيا.. التي تنتج حصة الأسد من الإنتاج العالمي الذي يقدر بحوالي ثلاثة ملايين طن سنويا. ما يعادل محتوى حوالي ثمانية بلايين علبة بيبسي. ولليونان بالذات أهمية خاصة بالرغم أنها ليست أكبر الدول المنتجة أو المصدرة لهذا الزيت، وذلك لأنها تكرس أكبر نسبة من أراضيها الزراعية للإنتاج، ولديها أكثر من 165 مليون شجرة زيتون. وبسبب الزيتون، ترعرعت الحضارة الإغريقية في القدم بسبب تأثيرها على التجارة العالمية آنذاك. وأحد الأعياد التي تحتفل بالزيت خلال هذه الأيام هو عيد «حانوكة» اليهودي الذي تضاء فيه ثماني شموع، كذكرى لمعجزة الزيت الذي أضاء المعبد اليهودي لمدة ثمانية أيام، بدلا من يوم واحد أثناء فترة إعادة تعمير معبدهم. ولذا فيتضمن رمز العيد «شمعدان» مكونا من تسع شموع تبقى واحدة مضاءة دائما، ويتم إشعال واحدة جديدة لكل يوم من أيام الاحتفال الثمانية. ومن الطرائف أن دعاءهم في هذه الأعياد يبدأ بكلمة «باروخ.. اليهونو.. مليخ»، وكأنها «بارك.. إلهنا.. ملك».. ومن الطرائف أيضا كمية المأكولات المقلية الكبيرة التي يأكلونها خلال هذا العيد. ولكن النقطة المهمة هنا هي أن هذا العيد يقتضي البحث عن الذات في إضاءة كل شمعة. فيا ترى كم شمعة يحتاجون لإضاءة حقائق الظلم الموجه ضد الفلسطينيين اليوم وكل يوم؟ أمنية حرق الاستعمار الصهيوني آلاف أشجار الزيتون في فلسطين، كما حرق من قبله الاستعمار الفرنسي مئات آلاف أشجار الزيتون في الجزائر. وفى شرق القدس يقع جبل الزيتون، الذي يقف شاهدا على الظلم الذي تعاني منه مدينة السلام. أتمنى أن نتذكر أن الثمرات المذكورة في القرآن لها مكانة خاصة ودروس كثيرة وعظيمة.. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة