صدرت موافقة معالي وزير العمل على إنشاء (اللجنة التأسيسية للجنة الوطنية للجان العمالية)!.. فكم لجنة في ذلك؟!، هذه ليست مسابقة اختبار ذكاء بل خطوة رسمية أعلن عنها في وسائل الإعلام حيث سيشكل 12 شخصا مجموع أعضاء اللجنة التأسيسية التي سوف تضع نظام اللجنة الوطنية التي سوف تضم اللجان العمالية، وقد أوضح رئيس اللجنة التأسيسية في تصريح لجريدة الحياة أن اللجنة الوطنية التي تقوم لجنته التأسيسية بتأسيسها شبيهة باتحادات نقابات العمال الموجودة في مختلف دول العالم. ونود أن نشير هنا إلى أن الفارق الأساسي بين الإدارة العصرية والإدارة البيروقراطية أن الأولى تنتج مؤسسات وأنظمة أما الثانية فهي تنتج لجانا مؤقتة تنبثق عنها لجان دائمة!، ونحن كثيرا ما نردد: لا يهم الاسم بل المهم هو النتائج، وهذا صحيح ولكن الأسماء توضع لتحديد المهمات والصلاحيات ومسمى اللجنة يرفع عنها العتب ويغلق الباب أمام أي اسم آخر أو مؤسسة بديلة، وبصورة أوضح أقول اللجان لا تصنع مجتمعا مدنيا بل تنتج حياة مؤجلة وقضايا (تحت الدراسة)!. عموما نتمنى أن لا تكون مهمة (اللجنة التأسيسية للجنة الوطنية للجان العمالية) شكلية وأن تسعى بجدية للنهوض بالعمل النقابي في بلادنا من أجل الحفاظ على حقوق العاملين والموظفين في القطاعات المختلفة وخصوصا في الشركات العملاقة التي شارك ممثلون عنها في اللجنة التأسيسية، رغم أنني أظن أن هذه اللجنة الوطنية واللجان التي تنضوي تحت لوائها سوف تواجه مشكلة مع لجان المنازعات العمالية في وزارة العمل فهذه الأخيرة بمثابة محاكم عمالية ولكنها لا تقوم بدورها على الوجه الصحيح، حيث تؤجل النظر في القضايا لفترات طويلة جدا حتى تضيع حقوق العامل المشتكي الذي يبيع ثيابه من أجل أن يواصل مطاردة قضيته العمالية التي لا تنتهي!. لذا أقترح على وزارة العمل أن تقوم بعمل استباقي هام يتمثل في تأسيس لجنة للفصل في خلافات اللجان العمالية مع لجان النظر في المنازعات العمالية، وذلك منعا للتلاحم الجسدي بين اللجان التي داخل الوزارة وتلك الموجودة خارجها.. وهكذا لا يفل الحديد إلا الحديد!. وأخيرا نقول بأن عبارة (تشكل لجنة) من أهم علامات التراث الإداري المحلي، فنحن في كل صغيرة وكبيرة نشكل لجنة، فحين تتعثر مساهمة عقارية بسبب نصب واحتيال القائمين عليها يتم تشكيل لجنة للبت في الموضوع، وحين يتعرض منتخب كرة القدم لهزيمة ساحقة يتم تشكيل لجنة للتطوير، وحين يطالب بعض المعلمين بالمساواة مع زملائهم في الحقوق الوظيفية تشكل لجنة، وحين تهطل الأمطار الغزيرة وتغلق الشوارع بسبب فساد المهندسين والمقاولين تشكل لجنة.. ويا لجنة تحت المطر!، أقصد.. يا لجنة تحت النظر !. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة