خلال رحلتي لمحاولة فهم كيف تدار جهود مكافحة «الفساد» في بلادي ومن أين انطلقت.. وإلى متى تسير ببطء وبيروقراطية قاتلة ؟، إذ كان بالإمكان تحجيم موقعنا من المرتبة 50 بحسب تقرير «منظمة الشفافية الدولية» الصادر في أكتوبر 2010.! ولا يكفي كوننا متقدمين عن العام الماضي ب 13مرتبة بعد احتلال السعودية المرتبة ال 63 في محاربة الفساد للعام 2009 ، والاعتراف بأنه لدينا تحرك ملحوظ جدا إلا أنه يحتاج إلى قوة وحزم (وسرعة) في التطبيق. نتج عن بحثي الاستقصائي ما يوضح مبررات تأخرنا على مستوى تفعيل «الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة» وعلى مستوى إقرار قوانين أخرى طال انتظارها، وافق مجلس الشورى على الاستراتيجية عام 2004، وأقرها مجلس الوزراء عام2007م، ولتحقيق أهدافها نترقب إنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية ورصد نتائجها وتقويمها ومراقبتها ووضع برامج وآليات تطبيقها. (لم تلتئم هذه الهيئة حتى الآن أو تتبلور ملامحها).!. ورغم موافقة مجلس الشورى بالأغلبية «على اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد» التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.! تبنى مجلس الشورى السعودي هذا العام 2010 مطالبة تكررت للمرة الثانية، داعيا إلى تسريع تكوين الهيئة، ورئيس مجلس الشورى د.عبد الله آل الشيخ أكد أن هيئة مكافحة الفساد «يجب أن ترى النور قريبا».!. والمهم أنه بعد إقرار مجلس الوزراء للاستراتيجية كان على الأجهزة الحكومية المعنية بحماية النزاهة ومكافحة الفساد تفعيلها بممارسة الاختصاص وتطبيق الأنظمة المتعلقة بذلك وتقليص الإجراءات وتسهيلها والعمل بمبدأ (المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه). بموجب ذلك باشرت «هيئة الرقابة والتحقيق» ما يخصها من تطبيقات بنود الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد من خلال دورها الرقابي وبالتحقيق في قضايا الفساد الإداري والمالي والادعاء على من يقع عليه الاتهام، إلى جانب ما تعده هيئة التحقيق وتقوم بتنفيذه من خطط رقابية على أداء الأجهزة الحكومية، قدمت دراسة الأنظمة التي لها مساس بما تستهدفه الاستراتيجية لتواكب جوانب الإصلاح ومنها (نظام تأديب الموظفين، نظام هيئة الرقابة والتحقيق، نظام مكافحة التزوير، نظام مكافحة الاعتداء على المال العام وإساءة استعمال السلطة، ورفعت الدراسات إلى المقام السامي في مارس 2009م). وهكذا نلاحظ خط إنتاج الاستراتيجية ومن يتأمل في الحراك المتعلق بإقرارها ويرصد كيف تعطل البيروقراطية خطوات الإصلاح والتنمية حتى أصبحت جملة مثل، (سرعة التنفيذ) مصطلحا متداولا على أمل إحداث التغيير.. نحتاج إلى حس قيادي وحزم وصرامة لنحرز تقدما يشعرنا فعليا بجهود مكافحة الفساد. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة