من قال إنه لا أمل وأننا نعيش نحتضر وسط مستنقعات جهل وظلام وفساد.. وأن الدنيا تفر هاربة من بين أصابعنا كالماء قطرة قطرة؟!! لا زال زمن الغيث، لا زالت ألف غيمة خير.. نحن اليوم يا سادة يولد فينا وبين أيدينا أجيال جميلة قادمة وبقوة بعد مواسم قحط!! إن كنت لا تصدق، فتعال واسمع واحكم وانظر للصورة. حين يصعد شخص يسمى مهند أبو دية المخترع الطموح، الكفيف ويمد يديه لكل شاب ويهمس في حرفة عالم.. لدي خطة عمل وفي جعبتي أمل وحلم و صندوق سحري وهدفي أن يكون هناك مليون مخترع، فيقف الحضور ويصفق كما لم يصفق من قبل وينصت ويعبس ويبتسم ويضحك ويقهقه ثم يتأمل ملياً ثم يتنهد، وقد اكتمل المسرح على بكرة أبيه في حضرة قلب صادق محب يقول ها أنذا، فيجب أن يكون هناك أمل!! حين يطل وليد فتيحي الطبيب المهندس ويقول إن السر في القيادة، ويدمج الدين بالعمل ويخلط العلم بالإيمان في معادلة ذكية ويصبغها بروح الشباب والتفاؤل الحذر، ويقول إن القائد الحقيقي فقط هو من يرى ما خلف الأشياء ويعرف ما خلف الصور.. هو من يزرع البذرة وهو من يعرف أن أساس كل شجرة عملاقة تربة صالحة، وأياد وفية.. ونية صادقة فنكبر وتكبر أعمالنا كالغابات، ويصدقه الحضور ويسير معه إلى حيث الغد، لكن وقت المحاضرة ينتهي قبل أن تروي الأماني الأرواح المتعطشة لرؤية الغصون والفروع وهامات الأشجار الشامخات، فيصر الجميع أن الرحلة لا بد أن تستمر رغم انقضاء الوقت في عتاب العشّاق.. فيجب أن تلمح حينها بوادر أمل يولد ويملأ الزوايا والأركان!! حين تولد شرارة الفكرة في عقل شاب محب اختزل ما رأته عيناه ذات يوم، فيحلم أن يقام هذا المؤتمر على أرض بلاده.. يحلم أن ينهل الشباب من روافد فكر وثقافة وعلم، فيخاطب الجهات المعنية.. يرسل لأمريكا يسأل ويستفسر ويبرم الاتفاق، لتأتي الولادة إنجازاً شبابياً راقياً ويعقد المؤتمر تحت اسم مؤتمر الإبداع وتحاك الخيوط بدقة وتكتمل اللوحة في جمال وأناقة حاملة توقيع شاب جميل يسمى بندر المطلق الذي آمن أنه لا صعاب ولا حواجز!! حين نرى شبابا وشابات بلا رتوش، وقد تحول المكان لخلية نحل ورحيق زهر وعبق علم ونور بلا حواجز، لتكون المسؤولية والانضباط والتعاون الحقيقي ومناقشات العقل هم مفردات الصورة. حين يرعى هذا كله رجل اسمه خالد الفيصل يقف بقوة وبحزم ويقول لك.. آن الأوان أن يفكر الشاب.. آن الأوان أن يلتقي المثقف بالسياسي على طاولة واحدة وأن يجلس الاثنان كي يتحدثان بعد فترة خصام طويلة وضجيج وصخب.. يقول في صلابة وإصرار أن زمن السكون والاستسلام قد أزف، وأنه لا لثقافة التسييس وأن أسهم التخوين والتكفير والتحزب المريرة يجب أن تكسر، لأن الهدف الأسمى هو أن ننمو بفكر الشباب ونغذي ذلك الوجدان النهم عوضاً عن حرقهم ونسفهم وصلبهم على أبواب المدينة.. حين يعلن ألف مرة أن حلمه أن يرى مؤسسة الفكر العربي تكبر وتلغي الحدود وتجمع الشمل العربي، ويوقع ورقة واحدة تساوي سجلات، يسمح فيها بإقامة مؤتمر تدكس للإبداع ويغمز في ذكاء.. انطلقوا واعملوا على عقولكم فبها ستقوى سواعدكم التي ستحمل أوطانكم إلى أعلى ولن تسقط بعدها أبداً.. حين تنافس شعبية علمائنا ومفكرينا شعبية لاعبي الكرة والمطربين والفنانين فأعرف أن الدنيا بخير، وثق أن هناك أمل!! ليلة خميس مثير وقلوب جميلة وفية شابة طامحة.. تعلمنا في كل سنة درساً، تقول لنا وقت الأزمات أنها هي الملجأ والسند.. وتقول لنا وقت الأعياد أنها معنى العيد وأنه لا فرحة بلا شباب.. تقول لنا حتى في صمتها أنها تعمل وتخطط من أجل غد أجمل وأرقى.. يجب أن يكون هناك أمل بل ألف أمل بعد كل هذا، من يقول إنه لا أمل، فليصمت للأبد.. 24 متحدثاً أناروا السماء كالنجوم فعانقتهم العيون في هيام العشاق. ثورة ثقافية وتظاهرة مبشرة بالكثير. دمتم ودامت أوطاننا بألف خير.