ارحلن يا صغيراتي، فلا مكان هنا يحتويكن..! ارحلن مع رياح تحمل كل شيء نحو مدينة مطمورة تحت كثبان النسيان..!، فلن تدخلن صفحات أي تاريخ، سوى تاريخ أحزاني، الذي يمتد منذ أكثر من نصف قرن قبل ميلادي؛ إلى يوم مازلت أتنفسه، بعدما هوت كلمات بنى بها الشعراء عرشاً لقوم كانوا يدعون بني يعرب، وباتوا يدعون بنو سام..!! إلى يوم تقف فيه عيناي شاهداً على مأساتي ومأساة قومي..!! ارحلن فلم يعد هنالك متسع لكن؛ فالفضاء قد ضاق ذرعاً بطيور اصطبغت أجنحتها بلون جراح صارت معلماً ندرسه لأجيال اعتادت عيونهم جميع المشاهد، حتى كدنا نجزم بأن مياه البحر قد جفت..! كل شيء بات يتحاشى لقاءنا، فكيف بمعانقة أفكارنا أو حتى دموعنا!؛ لأنا أول من رسم طريق الفرار..!؛ فكنا أول من خان.. وأول من هان..! ، خنا عزتنا.. كرامتنا، وحتى وحدتنا! ، وهنا على كل ضمير ينبض، ذلك إن بقي لمعناه وجود! ومع أن ولدنا وفي قلوبنا جراح تنادي للثورة.. إلا أن جيفارا لم يولد بيننا..!!!؟ فلترحلن يا أحلامي أو لتغفين على وسادة الأمل!... ، ربما يأتي اليوم الذي أنحت فيه معكن ملحمة تحكي قصة الأرض والعرض والوطن المحررين، فوق صخرة زمن قد ينضح منها ينبوع يفيض بالأمان!!!؟ إجابة تبحث عن سؤال: هنالك أحلام تولد معنا، فنكبر وتظل هي كما هي؛ صغيراتنا اللواتي تحملهن حنايا قلوبنا حتى يأتي يوم ولادتهن! ؛ فهل يسمح العالم بأن تكبر الأحلام..!!!