الكثيرون من أبناء العالم العربي يرون في الديمقراطية «الحل»! وهي عندهم المفتاح الأصلي أو (الماستركي) الذي يفتح كل الأبواب الموصدة ويؤدي إلى التقدم والازدهار! . في العالم العربي كثيرون يرددون الديمقراطية الديمقراطية .. الحرية الحرية... مثل الببغاء الجيد التقليد.. يفرح بالكلمة التي تعلمها ويرددها بداع ودون داع وكأنه لا يطيق سماع غيرها من الكلمات، وهكذا بعض العرب عينهم على الديمقراطية ولا يرون بعينهم الأخرى واقعها ووقعها في العالم العربي! لأن في العالم العربي الديمقراطية مرض قد يؤدي بصاحبه أو المصاب به إلى الهلاك! بل صارت معضلة ليس وراءها غير البهذلة وقلة القيمة ووجع الرأس والمتاعب الجمة عدا ما تخلفه من دمار على الأرض ويكذب من يقول عنه عمار!! فلا هي أي الديمقراطية عمرت المدن والعواصم، ولا هي نورت العقول والأذهان، ... ولا هي أطعمت الفقير والبائس، ولا هي علمت الجاهل والمحروم، ولا هي أسعدت المحزون والمكروب! بل باسم الديمقراطية تقاتلت الشعوب مع بعضها وانقسمت على بعضها، وتمزق نسيجها الواحد إلى عدة أنسجة ما بين أحزاب وديوانيات وقبائل وفئات ومجالس يأكلون بعضهم بعضا على الموائد وصار كل منهم يمر على أخيه ويستصعب رد السلام!!! وانقلب الإخوان أعداء لأنهم دمقرطوا وصاروا ديمقراطيين... باسم الديمقراطية يعبرون عن مشاعرهم العدوانية.... يتصايحون، ويتقاذفون كالكرة السباب والشتائم، ويتبادلون التهم المشينة من الخيانة الوطنية إلى الغدر إلى الخيابة إلى التهديد والوعيد... ووصل الأمر... إلى البرلمانات ومجالس الشعب والمجالس النيابية... فباسم الديمقراطية تستطيع أن تشتم وتسب والضمير مثلج... ينام في البراد!!! والخلاصة من أراد أن يتعرف على الوجه الآخر للديمقراطية.. الوجه الوحشي المخيف والمشوه ما عليه إلا أن ينظر إلى الديمقراطية على الطريقة العربية!! مهزلة إنسانية تجري على الأرض العربية باسم الديمقراطية.. ودول عربية كان لها ذكر في التاريخ باعتبارها الأكثر تفوقا في الإعلام والثقافة والفن والشارع السياسي النظيف صارت اليوم مقرا للخلافات والنزاعات والعداوات ولم تعد تنشغل بالتطور والإبداع بل انشغلت بما فعلته الديمقراطية بها من علل وتشققات!! وما نالته منها من طعون أمامية وخلفية وما نتج عنها من فرقة وشتات واحتراب! وصار البلد الصغير يغلي وكأنه بركان!!! وصار واضحا جدا أن الديمقراطية «سكين» في الجوار العربي حادة القطع لكل الصلات والعلاقات والوشائج بينما هي أي الديمقراطية في العالم الأجنبي «طحين»! يصنع خبزا حتى لو لم يكن لذيذ الطعم إنما هو خبز، وهذا هو الفرق بين السكين والطحين المنشور على الشوك، مثل ذاك الشاعر رحمه الله الذي قال (خطي كدقيق فوق شوك نثروه) وتخيلوا الطحين الأجنبي والعالم العربي يجمعه من الشوك رغم وخزه إلا أنه لا يدمي كالسكين . للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة