لا أكتب اليوم عن شخص، وإنما أكتب عن مثل، وقيم، وأخلاق ومواقف قليل من الناس الذين تتوفر فيهم هذه المزايا، وفوق هذا فإن الكثيرين منهم يحاولون جاهدين أن لا يجاهروا بما يقومون به من أعمال دافعهم إليها ما يتحلون به من القيم السامية والأخلاق الكريمة والمواقف السامقة، وهذا في تقديري منتهى السمو. وأضرب مثلا على نماذج من العطاء الذي يقدمه هؤلاء الكرام من الناس المتمثل فيما يسارعون لتقديم العون لمن يعرفون أو لا يعرفون من الناس عندما تصل إلى أسماعهم حالة العوز التي يعاني منها الآخرون. وأيضا مبادرتهم بتفقد أحوال أهليهم وأصدقائهم ومن يلوذ بهم والسعي لنجدتهم إن حلت بهم ضائقة، أو أصاب أحدهم مرض، أو أدركتهم مصيبة لا يطيقون احتمالها. الاستجابة السريعة لما قد يطلبه مستعين للدعم ليس بالمال، وإنما بالوجاهة أو المكانة الرسمية التي تؤهله. اتخاذ الموقف الشجاع مع كلمة الحق، ومسعى الحق، والقضية الحق، فالإنسان موقف. مقدمة كان لا بد منها رغم عدم محبتي للمقدمات وأنا أحاول أن أكتب كلمة صدق بحق الفنان الأستاذ محمد عبده مثنيا على ما كتبته الدكتورة عائشة عباس نتو في جريدة «المدينة» يوم الخميس 13/11/1431ه بعنوان ( محمد عبده يدعم صندوق الموارد البشرية) وكان مما قالت : «هذا البلد الذي أنتج فنان العرب في حاجة لم يسلط الضوء على جانبه الإنساني فالقارىء الكريم يعرفه فنانا ولا يعرفه إنسانا). ثم تقول : «محمد عبده عزيزي القارىء له مشاركات إنسانية كسفير للنوايا الحسنة وعضو في نادي الصم بجدة» . والواقع أن هذا غيض من فيض فالذي أعرفه، ويعرفه كل من له علاقة بفنان العرب الأستاذ محمد عبده أنه دائم الاهتمام بقضايا محبيه ومن قبل أن يكون سفيرا للنوايا الحسنة. إنني لا أزكي على الله أحدا ولكني أشهد أنه ما من زميل أو إنسان لجأ إليه لقضاء حاجة إلا وسارع لتحقيقها. وما من زميل أو قريب تعرض لمرض أو تعرض لأزمة مالية أو صحية إلا وقف بجانبه وسعى لعلاجه أو توفير المبلغ الذي يسد ضائقته المالية. ذات ليلة كنت مع مجموعة من أصدقاء الطرفين على مائدة العشاء في ضيافة الفنان محمد عبده فتلقى تليفونا من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز عليه رحمه الله يخبره بصدور أمره لسكرتير سموه على شراء بيت للزميل الذي عرض الفنان محمد عبده لسمو الأمير حاجته إلى سكن، وكذا صدور أمر سموه بعلاج زميل آخر في ألمانيا، وكان الأمير قد علم بمرضه من الأخ محمد عبده قبل ساعات، والله يشهد أن الفنان محمد عبده لم يتناول لقمة من الطعام إلا بعد أن زف البشرى لزميله الفنان بصدور الموافقة على شراء بيت له، وإعلام صديقه الآخر بصدور الأمر بسفره وعلاجه في الخارج. وليس هذا فحسب فما أحسب أن أحدا من أقاربه إلا وله مخصص شهري أو سنوي يدعم به وضعه ويصل إليه المخصص قبل أن يحل موعده.. أما مشاركة أصدقائه ومحبيه أحزانهم وآلامهم فهو المبادر دائما بالوقوف معهم. بل إن مشاركته في أفراح من يعرف من الناس عنده يعتبره واجبا لا يمكن أن يتأخر عنه حتى ولو كان في آخر الدنيا. كنا في الطائف في ضيافة الشيخ عبد الله مهنا رحمه الله، وتذكر حوالى الساعة العاشرة أنه مدعو من قبل أحد عمال نقل العفش في مطار جدة لحضور زفاف ابنه وفجأة انتفض من جلسته واصطحب معه كلا من الفنان سامي إحسان والفنان محمد شفيق وانطلقوا إلى مكة تلبية للدعوة وإحياء للحفل والعودة ثانية للطائف. وفي مناسبة أخرى كان في الظهران، وتذكر أنه قد أعطى وعدا لصديق لإحياء حفل ابنته في مكة فما كان منه إلا أن اصطحب الفرقة الموسيقية بكاملها وتوجه إلى جدةفمكة لإحياء الحفل.. وكل ذلك من باب الوفاء والالتزام، وهو الفنان الكبير الذي قال عنه الشاعر إبراهيم خفاجى في برنامج «دقائق مع فريد مخلص وإبراهيم خفاجى» : إن محمد عبده له مميزات إنسانية وأخلاقية، وخيرية تعجز أن تحصيها وهو فنان لن يتكرر».. وكفى. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة