يبدو أن ظاهرة مسلسلات الأجزاء ستتعرض للتوقف هذا العام، تحت ظروف مختلفة، بعد أن أضحت علامة فارقة للفضائيات خلال الأعوام الخمسة الماضية، مندفعة نحو إنتاج الأجزاء للأعمال التي تلقى نجاحا كبيرا في نسختها الأولى، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك إلى أن الكتاب والجهات الإنتاجية والمخرجين باتوا يصممون أعمالهم الجديدة وفق هيكلة الأجزاء، وكأن العمل المفرد لم يعد له قبول عند مالك الفضائيات وأصحاب القرار. وقد ساهم حجم الإعلانات التجارية رواج هذه الأعمال، خصوصا أن عرض العمل لم يعد مغامرة إنتاجية وإعلانية، بل انه يحقق أرباحا للمحطة قبل عرضه، ما جعل الفضائيات إلى توقيع العقود على أساس الأجزاء لضمان ربحية أعلى وكسب مشاهدة أكبر. لكن سرعان ما تلاشى الإعجاب بهذه الأعمال غلى غضب عارم تجاهها بحجة ملل المشاهد منها، وتكرار الأعمال بنفس الصور النمطية التي باتت مزعجة للمشاهد العربي، وأصبحت الأعمال مكررة في الحبكة والقصة وفرغت من محتواها الأصلي للحشو الممل، ما جعل المحطات تراجع نفسها بعد خسارة رهانها مع هذه الاعمال للعام الخامس على التوالي. ولعل الظروف قد ساهمت في توقف هذه الأعمال، فمسلسل طاش ما طاش الذي توقف في المحطة السابعة عشر هذا العام، مازال مصير الجزء المقبل منه غامضا، بل إن مصير العمل ككل أصبح مجهولا بعد الحكم التي أصدرته الإعلام بعدم قدرة بطلي العمل عبد الله السدحان وناصر القصبي على استخدام اسم طاش، إلا بعد إذن رسمي من صاحب حق الاسم المخرج عامر الحمود، ما يجعل مصير العمل غامضا خصوصا أن السدحان والقصبي قد أكدا بأنهما سيتظلمان وليسا راضيين بالحكم، ما يعني أن هناك رغبة في الاستمرار تصطدم مع الحكم الصادر، تأتي هذه الأخبار في ظل صمت مطبق من القناة العارضة للعمل، وظهور أخبار تعلن عن وجود عملا كوميديا يجمع النجمين ناصر القصبي وعبد الحسين عبد الرضا قد يكون بديلا لطاش في رمضان المقبل، إضافة لأن الشركة المنتجة المملوكة للسدحان والقصبي، أدرجت في خطتها هذا العام عملين اخرين سيتولى إدارة دفتيهما الأخراجية الشاب سمير عارف هما «الو مرحبا» وعمل آخر لم يحدد اسمه. أما المسلسل الكويتي «شر النفوس»، فكان منتجه ومخرجه الفنان نايف الراشد صريحا عندما أعلن عبر وسائل الإعلام عن إتفاقه النهائي مع القناة العارضة عن إيقاف العمل نهائيا، وعدم إنتاج جزء رابع بعد فشل الجزأين الثاني والثالث في إقناع الجمهور بالفكرة التي يعرضها العمل، وأشار الراشد إلى انه سيتجه لعمل جديد. وفي المقابل فإن العمل الأكثر جماهيرية في الوطن العربي عبر الخمس سنوات الماضية «باب الحارة» مازال مغلقا بعد إعلان أم بي سي أن جزء رمضان الماضي هو مسك الختام، رغم وجود بعض المؤشرات التي توحي بإغراء قد يساهم في إيجاد جزء سادس، خصوصا أن الخاتمة في العمل مازالت مفتوحة وتحتمل وجود جزء سادس له. إلا أن هذه التكهنات قد زالت ببيان أصدر صاحب المشروع بسام الملا بعدم وجود جزء جديد للعمل، إضافة لإعلانه عن عمله الجديد «خان الشكر» الذي سيصور للعام المقبل. وحده مسلسل «بيني وبينك» الذي مضى منه أربعة أجزاء يصر على الاستمرار رغم الفشل الذي صاحب جزئيه الثالث والرابع ماعدا بعض الحلقات في الجزء الأخير، إلا أن خروج الفنان فايز المالكي أفقد العمل بريقه وجعله يتهاوى، وما زاد الطين بله تقسيم العمل لأجزاء أضاعت هويته وشتت الافكار التي يحملها. عموما يبقى مصير أعمال الأجزاء مرتبطا بإرادة الفضائيات؛ لأنها وحدها هي من تقرر استمرارها إضافة للظروف التي تجبرها على ذلك.