هذا الكتاب لا يمكنك تجاهله، وقد بدأ مؤلفه دومينيك ستريتفيلد استهلال التفكير في كتابه ذات مرة عندما كان يقرأ ملخصا بحثيا يتناول التنويم المغناطيسي.. يصف دومينيك المعلومات الآيلة إليه من نواحٍ مرجعية أنها معلومات تأسر العقول فعلا، لقد كان المؤلف يعتقد للوهلة الأولى أنه وضع يده هكذا مصادفة على مجرد معلومات مملة؛ ولكنه انتهى إلى العكس تماما.. هذا كتاب يستدعي من خلاله المؤلف عشرات الشواهد التي تؤكد أن عمليات غسل الدماغ حقيقة، فمن خلال عمليات غسل الدماغ استطاع خبراء ومحققون أمريكيون الحصول على معلومات لم يكن يعتقدون أنهم سوف يحصلون عليها من خلال استخدام وتفعيل عمليات غسل الدماغ.. ولقد ذهل المؤلف نفسه عندما وقف على حقيقة كيف اعترف جنود أمريكيون إبان الحرب الكورية بارتكابهم جرائم حرب، ناهيك عن حقيقة اعترافهم الصريح أنهم مارسوا ميولا شيوعية عن تلك المرحلة، فقد صاروا شيوعيين بالفعل. يعتمد الكاتب في إثارته لقصة غسل الدماغ من الداخل على مقابلات متعددة أجراها مع ضحايا تعرضوا لعمليات على هكذا نحو،، وللواقع فتلك المقابلات لا تقدر بثمن؛ لأن المؤلف أجراها مع ضحايا غسل الدماغ بعد سنوات طويلة من إخضاعهم لتلك التجارب.. لقد أبدوا قبولهم لقاء المؤلف واطلاعه على الحقيقة.. وكانوا أكثر استعدادا بمنحه معلومات صحيحة عاشوا من خلالها تجارب مؤلمة بمباركة وكالة الاستخبارات المركزية وأطباء ضالعين في منحهم عقاقير لا يستطيعون مقاومة تأثيرها،، لقد أدلى الضحايا بمعلومات مخيفة جدا، وعندما تناولها المؤلف كأساس لكتابه عن غسل الدماغ، وصفها المؤلف نفسه بكونها حقائق أغرب من الخيال، إذ أن الضحايا كشفوا شواهد للمؤلف من خلال كتابه المتوافر في سوق الكتاب منذ عام 2008، فقد تناولوا جرعات ثقيلة من المخدرات وحبوب الهلوسة وصدمات كهربائية لدرجة أنهم بدوا عاجزين ومستلبي الإرادة عن مقاومة التجارب التي أدخلهم المختصون من خلالها.. هنا فقط يتطرق المؤلف في الفصل الأخير من كتابه الموسوم بالتاريخ السري لغسل الدماغ إلى الكيفية التي استجوبت حكومات الغرب من خلالها الإرهابيين في غوانتانامو وأماكن أخرى، هذا عدا كون المؤلف التقى بشخصيات مارسوا مهنة غسل الدماغ على عدد من ضحاياهم بتفويض رسمي،، وقد وصف المؤلف المعلومات التي حصل عليها من أجل إدراجها في كتابه بتناولات غسل الدماغ على أنها مخيفة درجة كراهية ضحاياها للحياة.. ويواصل المؤلف الكثير من هذه الكشفيات بطي كتابه متناولا في الفصل الأخير معلومات لا تقدر بثمن، إذ يصف خطوة من وراء خطوة كيف يخضع الغرب من خلال استجوابه الإرهابيين ضحاياهم ومن خلال استخدام أساليب متفاوتة لغسل الدماغ التي تستهدف الإرهابيين في العراق وأفغانستان وخليج جواتانامو وأماكن سرية أخرى متفرقة حول العالم. Brainwash: The Secret History of Mind Control 2008 by Dominic Streatfeild