الساعة الرابعة وسبع دقائق من عصر يوم الأحد، وهي ساعة غير محببة في صحيفة عكاظ فليس فيها تسليم ولا استلام مقالات، وتعتبر عندها من الساعات الفاصلة مثل صفارة الحكم في المباراة حين يعلن انتهاء الوقت الاضافي!! فإذا بالأستاذ هاشم يفاجئني برقمه على الجوال، وقلت يا الله عسى خير، في اللحظة التي اختطف فيها إغماضة كادت تأخذني الى عالم الأحلام، وانتبهت على فكرة مرت بذهني.. هل غص سلمه الله من الغصة بورقة ود الاثنين ولم يبلعها، ويريد أن يعطيني الخبر.. لقد تم حذفك من قوائم زوايا الغد!! فإذا به يقول «أكتبي ورقة أخرى بالمضمون نفسه، لكن مقترحك الذي سمعته صار حقيقة، وبالتالي لم يعد لورقتك معنى في العرف الصحفي فما تقولينه قد حدث فغيري الصيغة»!! وكنت قد سمعت أن الأمير خالد الفيصل سيتبنى فكرة إنشاء صندوق لتحفيظ القرآن، وكنت أشير إلى ما سمعت وأقول لا أعرف مدى صحة ما سمعت لكن هذا ما سمعته! فقال لي الأستاذ هاشم لقد تم إعلان النبأ والإشاعة لم تكن إشاعة صارت حقيقة! وبدلا من أن أكتب عن الحلم صار علي الكتابة عن الحقيقة!! يقودنا الموقف إلى تأمل الحقائق الواقعية على الأرض، حيث نعيش وليس في الخيال، حيث نتوهم فهناك فرق كبير بين من يعلمون ومن يشتمون!! وفرق كبير بين البنائين والهدامين!! وفرق مثل الفرق بين النور والظلام أن يكون لك هدف نبيل ينشد البناء والتعمير وبين أن يكون لك هدف مستتر ينشد الهدم والتشكيك!! هذا ما فعله المزايدون باسم القرآن والعياذ بالله! تصايحوا وأسفرت صيحاتهم عن ضجيج نسمع له جعجعة ولا نرى له طحنا!! وكان بمقدروهم وهم قادرون وما زالوا قادرين أن يكون لهم سهم في البناء وليس في الهدم والتخريب، لكن دائما يقع اختيارهم حيث تكون أمانيهم!! وفرق بين الأماني العظام، وبين الأماني الصغار!! ولعل الآن عقلاءهم إن وجدوا يبادرون للانضمام لهذا الصندوق كموقف إيجابي في بدء مرحلة التعاون على البر والتقوى، بدلا من تعاونهم على الإثم والعدوان!! فالأوضاع الراهنة لتحفيظ القرآن تحتاج إلى رؤية بصيرة تعيد الموازين إلى نصابها، وتعمل بجدية على استراتيجية واضحة ومدروسة وهادفة إلى مستقبل عامر بحفظة القرآن الكريم بدل أن نتسول الآخرين أن يعلموا أبناءنا القرآن بمبلغ زهيد لا يسد حاجتهم ولا حاجة السعودي نفسه، وحتى لا يكون الهدف فقط المال والراتب!. إن هذا العصر بكل تقنياته يخدم المشاريع القائمة على أسس مؤسساتية لها دعائم قوية ترتبط بالأهداف والوسائل، وما فعله الأمير خالد الفيصل اليوم هو ذات ما كانت تفعله مؤسسة الملك فيصل الخيرية منذ عام 1396ه قبل أن يظهر هؤلاء الذين اليوم يشبون على رؤوس أصابعهم كي يطاولوا البنيان العظيم لكنهم لم ينظروا إلى تاريخ الرجل، بل نظروا تحت أقدامهم بحثا عن موطئ قدم يقفون عليه. منهج آل فيصل في مؤسستهم وفي حياتهم «أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون» ويكفي بهذا المسك ختام!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة