مضى عام في مسيرة البناء الوطني، برزت فيها منجزات لافتة، وتحديات ظاهرة إقليميا ومحليا، وبالرغم من أهمية المبادرات الوطنية، والمشروعات التنموية، والمنطلقات الحضارية والنبيلة التي تقف خلفها وتسندها، إلا أن التحديات والصعوبات تمركزت في الجانب التنفيذي، ربما بسبب ضعف أدوات القياس، أو منهجيات التنفيذ والمتابعة، أو ربما لغياب جداول الإنجاز بالمعنى الزمني والإنتاجي. ومع إشراقة عام جديد يطل علينا صبيحة هذا اليوم، ننطلق معه وكلنا آمل وحماس لمستقبل بلادنا ومجتمعنا، ولكن الأمل والحماس بحد ذاتهما لا يكفيان، فصناعة الأوطان تحتاج إلى الإخلاص أولا، والتضحية والإيثار من كافة السواعد الوطنية في مختلف الشرائح وقطاعات المجتمع السعودي ومكوناته. ما يعني أهمية تقديم مصالح البيت الوطني الكبير على أي المصلحة، فالانشغال بالمصالح الشخصية على حساب المصالح الوطنية، لا يصنع ازدهارا أو نموا أو تقدما للأسرة السعودية الكبيرة، إذا كان ذلك على حساب المجتمع والوطن. فملفات البطالة والفقر والإسكان والشباب لازالت بحاجة إلى مراجعات دقيقة، ومعالجات ذكية، تستند إلى رؤية واضحة، تنبثق منها استراتيجية متماسكة، وتنفذ عبر منهجيات مدروسة، وسياسات محددة الأهداف ووفق برامج زمنية، يمكن قياسها وتقويمها. وإذا كانت هناك خطط تنموية خمسية معتمدة، للبناء التنموي، أعتقد أننا بحاجة أيضا إلى مشروع سعودي نهضوي مستقل ومصاحب للخطط الخمسية، بمعنى محدد الأولويات الوطنية بشكل دقيق. بمعنى، ماذا نريد أن تكون عليه بلادنا في عام 2020، في المسار الرياضي، في المسار الاقتصادي، الأداء الحكومي، ملفات البطالة والشباب والفقر، صورتنا في الداخل والخارج، الأداء الدبلوماسي، الثقافة الاجتماعية، مكانتنا الإقليمية والدولية، تماسكنا الاجتماعي، مفاعيل الولاء والانتماء، ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية والشراكة المجتمعية في صناعة الوطن والمستقبل. وهذا يستدعي بطبيعة الحال إحلال مفاهيم وطنية جديدة تدعم بيئة البناء الوطني الجديد، والتلاحم المجتمعي، تحصينا للجبهة الداخلية، وتفعيلا لمشاريع البناء والتطوير والتنوير للمستقبل القادم. فالمجتمعات والدول والأفراد تتنافس في تصميم وتنفيذ ملفاتها الوطنية والإقليمية، وعبر كافة الصعد وفي مختلف المجالات، وبلادنا تستحق الكثير والكثير جدا من العطاء والتضحية والبذل، والشباب السعودي المؤهل، من شرق الوطن وغربه ومن شماله وجنوبه، ومن مختلف مكونات النسيج الاجتماعي قادر على المشاركة الفعالة في مشروع البناء الوطني، عبر إنشاء بنك للقيادات الوطنية، والاستفادة منها في عمليات الاستقطاب والبناء والتدعيم، بعيدا عن الآليات التقليدية، فالشركات الكبرى العابرة للقارات، تتصيد لمشاريعها وإداراتها القيادات الفاعلة عبر شركات التوظيف وبنوك المعلومات المعنية بترشيح القيادات الإدارية المتخصصة.. حتى نستطيع تحقيق طموحات الوطن وقيادته وأهله .. وكل عام وأنتم بخير. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة