في مثل هذا اليوم من العام الماضي عانقت موجات الأثير نسمات تبشر بقدوم أربعة توائم في سماء الإعلام السعودي، وأعني بهذه التوائم قنوات القرآن الكريم، والسنة النبوية، والقناة الثقافية، والقناة الاقتصادية. هذه القنوات توفرت لها سبل نجاح جعلتها ترفع الرأس عاليا وتقول للجميع انظروا إلي نموذجا لعمل إعلامي متميز أنجز في وقت قياسي، وفي ظروف تخطت كل الصعاب، وقدم رسالة انفرد بها عن المثيل. تأتي في مقدمة سبل النجاح هذه توجيهات القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ألبسه الله ثوب الصحة والعافية، والذي بارك ووجه بانطلاق هذا المشروع وسخر له مقومات الإنجاز والتفوق بعيدا عن الإجراءات الإدارية والمالية المتعارف عليها. معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة كان حلقة الوصل بين القائد الموجه والقطاع المكلف بالتنفيذ، ولن أكيل المديح في مقالتي هذه لمعاليه تزلفا أو طمعا فقد أعطى وكفى، ولكنه بحق استطاع أن يدير الدفة بإحكام، فهو في جانب كان يطالب ويلح في توفير الاحتياجات، وفي الجانب الآخر كان يشرف ويشارك بالرأي في كل مراحل تأسيس القنوات وتحديد آلياتها، ولم يترك مجالا للتراخي أو التأخير في تحديد بدء الانطلاقة في بداية العام الهجري 1431ه. التنفيذيون، وفي مقدمتهم زميلنا المهندس صالح المغيليث وكيل الوزارة المساعد للتلفزيون في ذلك الوقت، كانوا على مستوى المسؤولية، فقد واصلوا الليل بالنهار في متابعة الشركات المنفذة لمشروع القنوات، والإشراف على كل صغيرة وكبيرة في أعمال الديكور وتحديث الاستديوهات وتوفير البرامج. حقا كانت معركة تحد وقهر لجميع الظروف، أقول هذا الكلام لأني عاصرت انطلاقة القناة الرياضية وبعدها الإخبارية، ومع أنهما انطلقتا في تواريخ متباعدة إلا أننا عانينا الكثير والكثير قبل أن تريا النور، فما بالك مع أربع قنوات في وقت واحد وفترة إعداد وتجهيز لم تتجاوز بضعة أشهر. اليوم ومع بداية العام الهجري الجديد 1432 نحمد الله ونشكره على ما تحقق فقد نلنا المطلوب وكان الثناء كبيرا. قناة القرآن الكريم ربطت التلاوات فيها بنقل صورة مباشرة على مدى الأربع وعشرين ساعة من المسجد الحرام في مكةالمكرمة، وقناة السنة النبوية مزجت فيها قراءة أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم مع بث مباشر من المسجد النبوي الشريف، بهاتين القناتين ربطنا المسلمين في العالم بأطهر وأشرف مكانين. الثقافة، وجدت بتخصيص قناة لها، من ينفض غبار الأرفف في المكتبات بحثا عنها، وينهل من معين عقول حامليها من مفكرين وأدباء وشعراء، ويجعلها متاحة للجميع، تألقت القناة وغطت جانبا ظل لسنوات بعيدا عن المتناول، تعرفنا من خلالها على كافة الأنشطة والفعاليات، ونالت بحمد الله تقديرا وتكريما في عدد من المحافل والفعاليات الثقافية داخل المملكة وخارجها. تجيء قناة الاقتصادية ملبية لطموحات وتطلعات رجال الأعمال والمؤسسات فهي ترعى هذه المناسبة وتنقل فعاليات الأخرى، مما أكسبها ثقة الجميع وجعلها مصدرا للمعلومة الموثوقة لمن أراد أن يتعرف على مظاهر النهضة الاقتصادية التي تعيشها بلادنا. ختاما: لا أقول إن هذه القنوات وصلت إلى الكمال ولا تحتاج إلى مزيد. هناك نواحي نقص وقصور في بعض الجوانب كما هو الحال مع أي عمل جديد، وهناك حاجة إلى التطوير والتحسين، ولكن مع التصميم والإرادة والرغبة الصادقة في التطوير يمكن لنا القول إن هذا العام سيكون إن شاء الله أجمل بكثير مما قبله. hazzaa81@hotmail .com