اتسمت الساحة التشكيلية السعودية في العام الماضي بزخم في الأنشطة التشكيلية لا سيما عبر المعارض المشتركة التي ضمت فنانين من مختلف بلدان العالم، فضلا عن المعارض الخاصة. ولعل أبرز الأحداث التشكيلية التي يمكن رصدها اقتناء أعمال الفنان فهد خليف في أهم متاحف روسيا، ومعرض الفنان عبدالله حماس في صالة أتيليه جدة حيث بيعت أكثر من نصف الأعمال في يوم الافتتاح. وسجل الفنان أحمد فلمبان سابقة في معرضه الأخير في جنيف «نساء بلا ملامح»، حيث بيعت أيضا جميع أعماله. أما معرض عبده الفائز «بقايا لون» فتميز في تكنيكه الجديد، إضافة إلى الحضور اللافت للافتتاح. وبذلت الصالات التشكيلية، ووزارة الثقافة والإعلام جهودا كبيرا في تفعيل الأنشطة التشكيلية المختلفة خلال هذا العام، من معارض تشكيلية وندوات ومؤتمرات. ومن أبرز مظاهرها مشاركة الكثير من الفنانين السعوديين في معارض دولية سواء كانت اجتهادا شخصيا أو دعوة موجهة أو مع وكالة الوزارة للشؤون الخارجية في الأسابيع الثقافية. أما الورش التشكيلية فشهدت بدورها حراكا واسعا، حيث نظمت أكثر من 20 ورشة تشكيلية لمختلف الأعمار. ومن سمات العام الماضي فنيا، تحويل بيت التشكيليين، بعد مرور أكثر من 30 عاما على تأسيسه، إلى مركز تسامي للفنون البصرية، واستبدال جميع أعضائه القدامى بشباب ذوي مواهب إدارية وتشكيلية بمباركة وموافقة من أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. وعلى صعيد المعارض النسائية، فقد نفذ أكثر من 30 معرضا شخصيا نسائيا على مستوى المملكة، إلا أن اللافت في هذا الأمر أن كل ذلك حدث والجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي تأسست منذ عامين بعيدة عن الحدث. وتعليقا على الأحداث الفنية التي شهدها العام الماضي، يقول الفنان التشكيلي محمد الشهري: «أننا الفنانون نواصل تقدمنا بخطوات ثابتة رغم أننا نتعثر أحيانا ببعض العراقيل ولكننا سرعان ما نتجاوزها باجتهادت شخصية». في المقابل، يبرز الفنان عدنان ثقة حاجة الساحة الفنية إلى دعم وزارة الثقافة والإعلام «بعد أن فقدنا الثقة في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي منذ تأسيسها لم ترع أي نشاط أو معرض تشكيلي»، مؤكدا «أن جميع الإنجازات التشكيلية الموجودة حاليا لا تتعدى كونها اجتهادات شخصية من قبل الفنانين أنفسهم».