تحولت مسنة جاوزت العقد السادس من عمرها من أمية لا تقرأ ولا تكتب إلى حافظة لأكثر من عشرة أجزاء من القرآن الكريم، وتواصل حاليا حضور الحلقات أملا في حفظ القرآن الكريم كاملا، وسط منافسة حامية الوطيس مع نظيراتها كبيرات السن في مركز ظلم، عبر الدار النسائية الخيرية لتعلم القرآن والسنة التابعة للمؤسسة الخيرية لتعليم القرآن والسنة في الطائف. ويدرس في الدار 38 فتاة وامرأة وزعن على ثلاث حلقات، حلقتين لكبيرات السن وحلقة لطالبات الكليات والمدارس، ويقوم على تدريسهن مديرة وثلاث معلمات يتحصلن على رواتبهن من دعم أهل الخير وعائدات الدار، إذ يجري مع نهاية كل فصل دراسي تنفيذ سوق خيرية لعرض المشغولات النسائية والحلويات والأكلات الشعبية، التي تعدها طالبات الدار والمحتسبات من سكان المنطقة وترجع عائدات السوق للدار كاملة. ويقول المشرف العام على الدار عوض الذبياني إن هناك إقبالا كبيرا من كبيرات السن على تعلم القرآن والسنة، ويحرصن على الحضور ومواصلة التعليم وحفظ القرآن الكريم، وأضاف معظمهن من كبيرات السن ومنهن من تجاوز الخمسين والستين من العمر ومع ذلك بدأن تعلم القراءة والكتابة وحفظ أجزاء القرآن الكريم. وأوضح أن الدار تقدم دروسا في القراءة والكتابة وأحكام الفقه والحديث وتعليم القرآن والسنة، كما تنتج كتيبات ومطويات توعوية ودعوية توزع على مدارس البنات والكليات في المحافظات المجاورة إضافة إلى جوال دعوي وتربوي واجتماعي يقدم رسائل توعوية واجتماعية ونصائح للمشتركات سواء من طالبات الدار أو من سكان المنطقة دون أي مقابل. لكنه أكد أن الدار يعاني من ضعف الموارد المالية ويحتاج إلى الدعم لتطوير برامجه، يقول «الدار حاليا مقامة داخل مبنى مستأجر رغم حصولها على أرضين لبناء مقر مجمع تعليمي تربوي خيري متكامل، خطط ليضم فصولا وقاعات وروضة أطفال وسوقا نسائية خاصة، لكن هذا المشروع اصطدم بإشكالية عدم توافر الدعم اللازم للبدء في تنفيذه»، وأشار إلى أن مشروع المجمع التعليمي الخيري والسوق النسائية الخاصة توقف على خطوة الكروكي لحين أن يجد الدعم اللازم، وجدد تأكيده على أن ضعف الموارد المالية أعاق تطوير البرامج التي تنوي الدار تنفيذها.