عن طريق إحدى صديقاتي تعرفت عليه، ومع الوقت بدأت أشعر أنني أميل إليه بل أحبه، وأحسست أنه يبادلني ذلك. علاقتنا هذه لها عام ونصف، طيلة هذه المدة كان كل واحد منا حريصا على مشاعر الآخر والاحترام يسود علاقتنا، ومن حبه لي عرفني على أخته التي تقف بجانبنا وتتمنى أن ترانا نعيش معا في بيت واحد، ودائما تطلب مني التريث والانتظار حتى يحين الوقت المناسب لزواج أخيها مني، خاصة أنه في بداية مشواره الوظيفي.. هو أيضا يطلب مني الانتظار، ووعدني بأنه لن يتزوج من غيري، قبل عام حلمت حلما وقبل أيام تذكرته واستفسرت عنه، فأشاروا علي بأن أقطع علاقتي بهذا الشاب، والسبب أن العلاقة في السر، وإذا قدر لنا الزواج لن يتواني في الشك بي وفي تصرفاتي، مع أني مخلصة له وحبي له صادق. أشعر بالخوف عندما أسمع عن تجارب أقيمت في السر وتزوجت وانتهت سريعا، فهل الفشل سيكون نهاية زواجنا، وكيف أحتفظ بمن أحب؟ سعاد المدينةالمنورة الواضح أنك شابة طيبة القلب.. ملت كثيرا في حبك لهذا الشاب الذي ترغبين الارتباط به، ومصدر معلوماتك الوحيد عنه هو أخته وعام ونصف، فلا أنت تعرفين من هم جيرانه ومن هم زملاؤه، ومعلوماتك الكثيرة عنه هي مما يقوله عن نفسه، وبالتالي فقد يكون ما يقوله عن نفسه صحيحا وقد يكون غير صحيح، والنقطة الثانية المهمة جدا، أنك تثقين به ثقة عمياء، ولم يثبت على الإطلاق أنه جاد إلا من خلال ما يقوله لك من وعود طال أمدها وتجاوزت مدتها العام، ولا أعتقد إطلاقا أنه سيرضى لأخته التي عرفها عليك أن يكون لها علاقة لمدة عام ونصف مع شاب لا يربطها به سوى الوعود، والغريب في رسالتك أنك تقولين إن له رغبة في خطبتك، فلماذا إذا لم يتقدم إلى الآن؟ ولماذا لم يرسل أحدا من أهله لخطبتك؟ وما هي المعوقات التي تمنعه من الإقدام على هذه الخطوة؟ جميل أنه لم يدفعك للقيام بأي عمل يؤذي سمعتك، ولكن ماذا ستفعلين لو أن أحدا من أهلك علم بهذه العلاقة التي طالت وزادت مدتها على العام والنصف؟ وما الذي ستقولينه لهم؟ هل سيقنعهم أنه وعدك بالزواج؟ ألا تسمعين ممن حولك عن آلاف القصص التي يعد فيها الشباب شابات وفتيات بالزواج ثم تتبخر وعودهم؟ ألم تسمعي عن آلاف الشباب الذين يصنعون علاقات مع العديد من الفتيات ثم إذا قرر الزواج يبحث عن فتاة غير أولئك اللاتي عرفهن وكلمهن؟ ألم تسمعي بقصص كثيرة لغيرة الشاب التي تنفجر بعد الزواج من تلك التي أحبها ويضيق عليها الخناق خوفا من أن تصنع علاقة مع غيره مثلما صنعت علاقة معه؟ ألم تسمعي عن كثير من الشباب الذين يكون ردهم على زوجاتهم بأنك خنت أهلك والثقة التي منحوها لك فهل من ضمان أن لا تخوني الثقة التي منحتها لك؟ أرجوك يا ابنتي أعيدي النظر في طيبتك الزائدة عن الحد، وضعي له تاريخا لا يزيد على شهرين على أبعد تقدير كي يتقدم لخطبتك، فإن أرسل أحدا من أهله فبها، وإلا فليذهب في طريقه ولتذهبي في طريقك، لأنك ينبغي أن تكوني على يقين من أن الرجل يجد فرصة للزواج حتى وهو في سن السبعين، ولكن الفتاة في مجتمعاتنا بعد سن معينة تصبح متهمة بالعنوسة وتقل فرص زواجها، راجعي نفسك وضعي تاريخا محددا، فإن تقدم لك فأهلا به، وإلا فأنت عندها في حل من أمرك.