أسقطت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة المدينةالمنورة البارحة تنظيما إجراميا احترف أعضاؤه السرقة والنشل في موسم الحج منذ خمسة أعوام. ودأبت هذه العصابة على العمل كمجموعة ووفق أساليب متعددة، من بينها مزاحمة الضحية ومن ثم محاصرته بينهم ومحاولة إقناعه بطبيعة الموقف، وبعد ذلك العمل على تشتيت تركيزه عبر حركات متفق عليها سلفا، ومن ثم يقوم أحدهم بنشل محفظته أو أحد مقتنياته دون أن يشعر. وهناك أساليب أخرى للسرقة، كاستخدام أمواس الحلاقة لقطع الملابس التي يرتديها الضحية أثناء عملية النشل، وطريقة إرباك الضحية واستغلال الزحام عند ساحات المسجد النبوي والبقيع، بحيث يحاول أحدهم تعطيل الضحية متظاهرا بعدد من الحركات، فيما يدفعه آخر من الخلف، ليتولى ثالث يقف إلى جانبه السرقة، بينما يتولى رابع تغطية العملية لضمان عدم اكتشافهم وضبطهم. وكان عدد من الحجاج والزوار سجلوا بلاغات بتعرضهم للنشل والسرقة، فيما رصدت الشرطة تزايد الظاهرة وتمركز البلاغات من المنطقة القريبة من المسجد النبوي الشريف عقب الصلوات المفروضة، الأمر الذي استدعى تشكيل فريق لمتابعة الظاهرة وإعداد خطة للإيقاع بالجناة والقبض عليهم. وتابع العملية مدير شرطة المدينةالمنورة اللواء عوض السرحاني، وبإشراف مباشر من مدير التحريات والبحث الجنائي العقيد خالد البوق، فيما تولت وحدة جرائم المتنوعات العمل الأمني بقيادة الرائد مشاري سعود السراني مع مجموعة من الأفراد، وذلك عبر نشر رجال أمن في عدة أماكن بهدف رصد المشتبهين. وتمكن رجال الأمن من رصد عدد من المشتبه بهم عند ساحات المسجد النبوي، وكانوا حينها يستهدفون ضحية جديدة، وحين تحرك أحدهم باتجاه الضحية كإشارة منه لبدء عملية النشل، كان آخرون يدفعون الضحية من الخلف ويزاحمونه ويطلبون منه التسارع في السير، وعلى مرأى من رجال الأمن، اقترب أحدهم ومد يده في جيب الضحية، لكن أيدي رجال البحث الجنائي كانت أسرع، فانقضوا عليهم وضبطوهم بالجرم، وكان عددهم ثمانية أشخاص. وتوجهت بعد ذلك فرقة من شعبة التحريات والبحث الجنائي إلى مقر سكن أفراد العصابة في أحد الفنادق القريبة من المسجد النبوي.