أسقط كمين نفذته شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة أخيرا، أحد أخطر تنظيمات السرقة، والتي احترفت السرقة والنشل في الأسواق والمصليات، مستغلين عددهم في مزاحمة الضحية ومحاصرته وسطهم، محاولين عدم لفت انتباهه إلى أن الموقف مفتعل، ويحاولون إشغاله وإلهاءه، بينما يحاول أحدهم نشل محفظته أو أحد مقتنياته قبل أن ينتبه. وتنوعت أساليب العصابة في ممارسة النشل والسرقة، فمن استخدام أسلوب التزاحم ومحاصرة الضحية بين عدد منهم، استخدام النساء في النشل، إلى طريقة إرباك الضحية واستغلال الزحام عند أبواب المساجد أو الأسواق، بحيث يتوقف أحدهم أمام الضحية متظاهرا بإصلاح حذائه، فيما يدفعه آخر من الخلف، ليتولى ثالث يقف إلى جانبه السرقة، بينما يتولى رابع تغطية العملية لضمان عدم اكتشافهم وضبطهم. وتصاعدت عدة بلاغات من الأهالي تفيد بتعرضهم للنشل والسرقة، فيما رصدت الشرطة تزايد الظاهرة وتمركز البلاغات من وسط جدة، الأمر الذي استدعى تشكيل فريق لمتابعة الظاهرة وإعداد خطة للإيقاع بالجناة والقبض عليهم ووضع حد لجرائمهم، بمتابعة من مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، وإشراف مباشر من مدير التحريات والبحث الجنائي، فيما تولت وحدة مكافحة جرائم الأموال العمل الأمني، عبر نشرها رجال أمن في عدة أماكن بهدف رصد المشتبهين. وتمكن رجال الأمن من رصد إشارة أصدرها أحد أفراد العصابة أمام أحد المساجد وسط جدة، حيث كان يهدف إلى لفت انتباه زميل له نحو ضحية جديدة يهم بالخروج من المسجد، وبينما تحرك أحدهم نحو بوابة المسجد لمحاولة تعطيل الضحية الذي لم يكن سوى رجل مسن، كان آخرون يدفعون المسن من الخلف متظاهرين بحثه على سرعة السير، اقترب أحدهم ومد يده في جيب الضحية، لكن الأصفاد كانت أسرع إلى يده، حيث انقض رجال الأمن المتمركزين أمام المسجد على أفراد العصابة، وجرى ضبطهم بالجرم المشهود، وكان عددهم ثلاثة أشخاص، دلوا من فورهم على اثنين آخرين كانا يترصدان الضحية في موقع قريب بهدف تغطية النشال الرئيس . وأسفرت عمليات تفتيش اللصوص عن ضبط عدد من العملات النقدية المختلفة وبطاقات هوية مسروقة، بالإضافة إلى أجهزة هواتف محمولة، وخلال التحقيقات الأولية معهم، اعترفوا بممارسة أعمال النشل، وأنهم كانوا يستغلون كبار السن من ضحاياهم، مستغلين بطء حركتهم ليستحث أحدهم الضحية على سرعة السير، ومحاولة آخر إيقاعه على الأرض؛ ليهب بقية أفراد العصابة لمساعدته بينما يحاول أحدهم سرقته. وأشار الناطق الإعلامي في شرطة جدة، إلى أن التحقيقات مع أفراد العصابة الموقوفين لا تزال مستمرة؛ للكشف عن مزيد من عمليات النشل المتورطين فيها، حيث سجلت محاضر تبليغ لعدد من الضحايا يؤكدون تعرضهم للسرقة في نفس المسجد على فترات متباعدة.