يرى المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري الدكتور خالد الدريس أن المؤشرات التي تتحدث عن ازدياد معدلات عقوق الوالدين في المجتمع السعودي، تتطلب أن نواجه هذه المشكلة قبل أن تتفاقم، مشيرا إلى أنها علامات على ظهور خلل في سلم القيم الاجتماعية، لأن البر بالوالدين هو أمر تدعو إليه الفطرة السليمة قبل أن تؤكده تعاليم الدين. ويؤكد الدريس أن الخطوة الأولى هي أن ندرس هذه المشكلة بأساليب علمية دقيقة لنعرف مواطن الخلل، وأسباب ارتفاع نسب هذا الانحراف القيمي، ثم إيجاد الحلول لمعالجة مغذياته، فالمشكلة جذورها تعود إلى أسباب عدة، منها: التقصير في التربية الأسرية، ضعف أثر التعليم في مراحله الأولى لدى الأطفال، التأثير الخطير لوسائل الإعلام الحديثة، وهجمة القيم الدخيلة التي تقصي القيم التقليدية عن محلها وتزاحمها. ويشدد الدريس على أن مجتمعنا مستهدف بأفكار وقيم مضادة لثوابت الإسلام ومبادئه، عبر وسائل الاتصال الحديثة وغيرها، مؤكدا أن هذا التدفق الهائل في المعلومات بما قد ينطوي عليه من سلبيات وتوجهات مهددة لثوابتنا الإسلامية يفوق المناعة القيمية والأخلاقية حاليا لدى غالبية الشباب؛ بما يحتم التصدي لذلك بتوعية شاملة تحافظ على قيمنا الإسلامية. ولفت الدريس إلى أن تلك المعالجات التوعوية يجب أن تعتمد على دراسات دقيقة لنعرف بالتحديد أين تنشأ هذا المشكلة ومتى وكيف ولماذا تفاقمت في هذا الوقت، وفي أي الظروف والبيئات تزداد أكثر من غيرها، مؤكدا على أننا إذا لم نقم بمراعاة ذلك فإن معالجاتنا لهذه المشكلة ستكرر إخفاقاتنا السابقة في مواجهة بعض المشكلات الملحة. وبين الدريس أن أول خطوة تكمن في وضع سلة من المعالجات الحيوية تعتمد على مقابلة المتهمين بالعقوق وفحص أحوالهم، ومحاولة وضع برامج علاجية سلوكية مناسبة لأعمارهم ولمستوى ثقافتهم وغير ذلك من العوامل المؤثرة.