يعد مفهوم التغير الاجتماعي من السمات التي لازمت الإنسانية منذ فجر نشأتها إلى وقتنا الحاضر , حتى انه أصبح حقيقة من حقائق المجتمع الانساني, لذا فإن الباحث المتعمق في دراسة المجتمع يلاحظ مثلا كيف تتغير القيم من عصر إلى عصر . ومن مجتمع إلى مجتمع آخر بل في المجتمع الواحد نفسه , ومن ملامح التغير الاجتماعي النمو الحضري والتغير العمراني المصاحب للتغير السكاني , وتغير الأسرة من حيث حجمها وظائفها والمراكز الاجتماعية لأركانها وعناصر وعادات الزواج بها ووسائل تكوينها وعوامل استقرارها وتفككها , كما أن تغير الشكل الأسري من الأسرة الكبيرة إلى الأسرة الصغيرة المستقلة اقتصادياً عن الأسر الكبيرة يعد عاملاً هاماً من ملامح التغير , وايضا التغير في التركيب الاجتماعي الاقتصادي وزيادة تعقد الحياة الاجتماعية ونظرة الناس إلى العمل وما يصاحب ذلك من تغير في السلوك . لذا يرى علماء الاقتصاد أن أسباب الانحراف الاجتماعي تكمن في سوء الحالة الاقتصادية المتمثلة بمشكلات تعود إلى الفقر والبطالة والفشل الناتج عن سوء التوافق المهني. إضافة إلى أن مجتمعنا مستهدف بأفكار وقيم مضادة لثوابت الإسلام ومبادئه عبر وسائل الاتصال الحديثة ,غير أن هذا التدفق الهائل في المعلومات بما قد ينطوي علية سلبيات وتوجهات مهددة لثوابتنا الإسلامية يفوق المناعة القيمية والأخلاقية حاليا لدى غالبية الشباب بما يحتم التصدي لذلك بتوعية شاملة تحافظ على قيمنا . ومهمة الباحث النفسي الاجتماعي .وبعد تزايد الاهتمام بالفرد والأخذ في الاعتبار البعد الإنساني ليست في أدانه المنحرف وإصدار الحكم علية , بل البحث في ظروف الانحراف وفي أسباب هذا العمل المرفوض إلى جانب البحث الجدي والمعمق في شخصية المنحرف , لمساعدته على إعادة النظر في سلوكه وفي تغير مواقفة الخاطئة , بأختصار اننا مدعوون جمعيا أفراد وجماعات ومؤسسات حكومية . والى اقتسام المسؤوليات كل من زاويتة الخاصة وبقدراته المتاحة , والى توزيع الأدوار بحيث نضمن النجاح والتكامل . كتبته : الاستاذة : نوال بنت الجلوي