طرحت ندوة الأمن الفكري الموجهة لأئمة وخطباء المنطقة الشرقية البارحة الأولى، العديد من القضايا الفكرية. وطالب رئيس محكمة القطيف الشيخ سعد المهنا وسائل الإعلام والمجالس بعدم الخلط بين القضايا المؤصلة شرعيا والقضايا المخالفة للشرع، وأهمها التكفير والعنف والغلو. وأضاف «أن الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والولاء والبراء وغيرها، كلها أصول عقدية وثوابت شرعية معتبرة شرعا بشروطها»، ودعا إلى ضرورة كشف مواطن الأشكال واللبس والغموض في مثل تلك القضايا الحساسة، محذرا من الخطأ في تفسير هذه القضايا وفهمها، وإنكارها والتشكيك فيها، وقال المهنا: «يتعين استقراء شبهات الغلاة ودعاواهم وتلبيساتهم، والأمور الملتبسة عليهم، وتتبع مقالاتهم ومؤلفاتهم وسائر مزاعمهم، والتعرف على أساليب رؤوسهم ومرجعياتهم، والرد عليهم بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي والأسلوب العلمي الرزين، والحوار الجاد مع المنظرين والمتبوعين بعيدا عن أساليب التجريح والاستفزاز والخلط، والتوسع في طرح برامج وخطط علمية مدروسة ومبرمجة بعناية لعلاج ظاهرة الغلو بالحوار والمناقشة والحجة، والتربية الاجتماعية القريبة المدى والبعيدة منها، بحيث تنطلق في ذلك من أسس شرعية وعلمية قوية». وأكد المهنا أن أعظم سبب لوجود التطرف في العصر الحاضر هو التطرف المعاكس المنحل في رفض الدين أو التساهل والإعراض عنه وعدم الجدية في علاج النوعين بتوازن، حيث يقترح الحل في هذا بقوله إن التفريق يجب أن يكون بوضوح في هذا الحال، حيث يفرق بين التمسك بالدين والسنة، وهو الحق، وبين الغلو والتطرف، وهو الباطل، والتفريق بين التكفير الذي هو حكم الله كما جاء في القرآن والسنة بشروطه وقواعده، وبين الغلو في أثم حتى يعلم الجميع أن الأمة الإسلامية تعاني تسلط الأعداء عليها من كل جانب، حيث هم يفرحون بالذرائع التي تبرر لهم التسلط على أهل الإسلام وإذلالهم. ودعا المهنا إلى العناية بالعلم الشرعي المؤصل من الكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة، العناية بفضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ترسيخ ذلك في الجامعات والمدارس ووسائل الإعلام، توقير العلماء والتأدب معهم، حث الناس للأخذ منهم وإحسان الظن بهم، قطع الطريق على من يريد إحداث الوقيعة بين شباب الأمة وعلمائها، السعي على تشجيع الأفكار البناءة من المشروعات الخيرية لحض الشباب على البذل من أجل دين الله تعالى وخدمة أخوانهم المسلمين، الاجتهاد على قضاء البطالة والفراغ لدى الشباب، تأمين حياة كريمة لهم ومعيشة هادئة، الاستماع إلى أصوات الناصحين، ووحدة الكلمة، البعد عن التنازع، القضاء على الفرقة بين العلماء وطلبة العلم والدعاة، التذكير بأهمية الأمن في حياة الناس، وجعله مطلبا شرعيا كبيرا وضرورة مهمة للجميع، والمسارعة القصوى من العلماء وأهل العلم المعتبرين في الرد على كل المشوشين من السذج والرعاع العابثين بأصول الدين وقواعده، وفضح خططهم الماكرة والانهزامية. من جهة أخرى، استعرض الأستاذ الدراسات الإسلامية والعربية المساعد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور سلمان بن صالح الدخيل، ما يترتب على التكفير من أخطار، وأشار في الندوة التي أدارها محمد بن سليمان المهوس إلى أن قتل الأنفس من أكبر الجرائم العظيمة، ومنها قتل المعاهد، مؤكدا أن الإسلام لم يجز ترويع الآمنين، ورأى أن ذلك من كبائر الذنوب، وأوضح الدخيل أنه لا يجوز الخروج على إمام المسلمين وولي الأمر.