أرجع إعلاميون توجه أفراد القاعدة والفئات الضالة لوضع مخططات تستهدف الإعلاميين وتعد لاغتيالهم، إلى المواقف البطولية التي سجلتها أجهزة الإعلام في التصدي لهذه الجماعات وفضح أفكارهم، وتنوير المجتمع بخطورتهم، وإسهامها في تعزيز مفهوم الأمن الفكري لدى المجتمع. ويؤكد الكاتب الدكتور هاشم عبده هاشم أن القاعدة لم تستثن أحدا أو فئة في اختياراتها بشكل أو بآخر، فالعسكريون وهم أبناء هذا الوطن، والذائدون عن حماه، كانوا أول المستهدفين لدى تنظيم القاعدة إلى جانب المسؤولين عن الشأن الأمني، وأخيرا أصبح الإعلاميون جزءا من هذه القائمة، وأشار إلى أن القاعدة تحاول استهداف الإعلاميين لإسكات أصواتهم، لأنهم سجلوا نجاحا في مواجهه خططهم لنشر فكر ضال، وتضليل الشبان وصغار السن. وأضاف هاشم: «الإعلام أصبح مزعجا للقاعدة، وهي تدرك بأن كل كلمة صادقة وأمينة تؤثر في المتلقين، سواء كان المتلقي قارئا أو مستمعا أو مشاهدا، وهذا التأثير يقلق القاعدة، لأنه يفضح توجهاتها وأحافيرها واستدراجها لشباب هذه الأمة، واستخدامها واستغلالها لعقيدة السماء والتضليل بقدسية عملها الإجرامي، فليس غريبا إذن أن تكون وسائل الإعلام والإعلاميون من بين المستهدفين، سواء صرحت بذلك القاعدة أو لم تصرح، فهي تدرك مدى تأثير الإعلام كسلاح موجه، لذلك يحاول هؤلاء العناصر التأثير عليه وإضعافه». لكن المستشار في مكتب وزير الداخلية والكاتب الصحافي الدكتور سعود المصيبيح تحفظ على استخدام مصطلح (القاعدة)، مؤكدا أنه يعد اعترافا بمنظمة تكفيرية إجرامية خطيرة وبذيئة شوهت صورة الإسلام، وأضاعت شبابنا وضللت أفكارهم، وسلطتهم على وطنهم، وهم في حقيقة الأمر مجموعة من القتلة المجرمين، الذين يدارون باستخبارات أجنبية مغرضة ضد الإسلام والمسلمين. وأكد المصيبيح أن الإعلام لسان الحقيقة ومنبر الرأي، وسجل وقفة شريفة رائدة للوطن، «وبحكم عملي السابق مديرا للعلاقات والتوجيه في وزارة الداخلية مدة تسعة أعوام، ورئيس لجنة المناصحة منذ تأسيسها قبل ثلاثة أعوام، ومشاركتي بمؤلفات من بينها (هذا البلد الأمين) الذي تشرف بتقديم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أؤكد أن الإعلام السعودي والكتاب السعوديين كانوا في منتهى المسؤولية الوطنية والولاء والإخلاص، بدءا برؤساء التحرير والكتاب ومديري مكاتب الصحف والمحررين، وكانت رسالتهم قوية وموجعة لأرباب التكفير والتفجير، وكان لهم دور بارز في تنوير المواطنين وتثقيفهم وتوعيتهم بخطورة الفكر الضال، وفضح مخططاته، لذا لا غرابة أن تلجأ هذه المجموعة لاستهداف الإعلاميين، فهم خوارج، وقد أطلقت عليهم ذلك منذ بداية الأزمة في سلسلة من مقالات كتبتها آنذاك، عرفت فيها بفكر الخوارج وخطورتهم على الدين والوطن». وقال من جهته أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين ورئيس تحرير مجلة اليمامة الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن الجحلان إن القاعدة تستهدف كل إنسان منتج في هذا الوطن، وكل جهات منتجة، أمنية كانت أو اقتصادية أو غير ذلك، لطالما أن أهداف القاعدة أثارت الفوضى والحد من النماء، ومحاولة التأثير على المنتجين في سبيل إبطاء جهودهم التي يبذلونها لوطنهم، فهم لا يريدون للوطن القوة والمنعة، لأن بذلك تفشل خططهم ومراميهم، ولا يستطيعون القيام بالأهداف التي يستطيعون نشرها بين الناس. ويضيف: «كل إنسان منتج وعارض للحقيقة هو عدو لهم، فهم يريدون الناس على ظلام، ولا يطلعون على حقائق، ويريدون إسكات من يكشف المستور من رجال الإعلام وغيرهم، وقد استهدفوا بداية رجال الأمن الذي يحافظون على استقرار البلد، ثم رجالات الدولة، والعلماء، إلى أن آل بهم المصير لاستهداف رجال الإعلام»، وأكد أن المؤسسات الإعلامية هي مؤسسات أمنية من وجه آخر، فهي جزء من نسيج الوطن، وتقف على الوقائع وتكشف المستور عن هؤلاء المجرمين، وتبين الحقائق، وتعزز نشر الأمن الفكري.