وصف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، العلامة محمد العبودي في رحلة حياته بسندباد زماننا، وأن فوزه بجائزة كتاب العام لأدبي الرياض هو فوز للثقافة الرصينة في بلادنا. وقال في كلمة ألقاها لدى رعايته البارحة حفل جائزة كتاب العام الذي ينظمه النادي الأدبي في الرياض في دورته الثالثة، بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور صالح بن حميد، ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، ونائب وزير التربية والتعليم والمشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة فيصل بن معمر «إن تكريم العلامة محمد العبودي هو تكريم لعالم ومثقف من أبرز مثقفي المملكة ووطننا العربي، وهو ضرب من الاحتفاء بكل ما هو علمي وثقافي، وفي صورة من الانفتاح الواعي على الأجيال، وفي جائزة ثقافية تنتصر للكتاب، وتضع لبنة في طريق العمل الجاد». وأضاف خوجة «أن جائزة الكتاب تضع لبنة في طريق العمل الجاد، وفيما نحن في سبيله فإنه احتفاء بهذا الضرب من العمل العلمي الشاق الذي عرف به العلامة محمد العبودي، الذي ملأ حياتنا الثقافية بأعماله الأدبية والجغرافية والتاريخية واللغوية والإسلامية، في رحلة مع الكتابة والتأليف جاوزت 67 سنة». ولفت خوجة إلى أن حصول كتاب العبودي على جائزة كتاب العام من النادي الأدبي يطرح جملة من التأملات والخواطر، أهمها احتفاء مجتمعنا ومؤسساتنا الثقافية بالكتابة والتأليف، ونمو معدلات القراءة والاطلاع، وهذا ما تنبئ به معارض الكتاب في بلادنا والبلدان العربية، فالقارئ السعودي شغف بارتياد المكتبات والمعارض الدولية للكتاب. ونوه إلى أن بلادنا أصبحت الآن مركزا مهما في صناعة الكتاب، وأصبح من المظاهر المألوفة في العاصمة الرياض انتشار المكتبات التي تتيح لمرتاديها الجديد والقديم في عالم الكتب، حتى يمكن القول إن الرياض أصبحت في السنوات الأخيرة عاصمة للكتاب العربي، ومن هذا الاهتمام وتلك العناية حفاوتنا برموز الثقافة وروادها في بلادنا، وهذا ما يبعث في القلب الطمأنينة والفرح ألا قطيعة بين الأجيال، وما احتفالنا في هذه الليلة برمز من رموز الرعيل الباني في ثقافتنا، وما هذه الوجوه الشابة التي التفت حول العلامة العبودي إلا تأكيد للاتصال الثقافي بين الأجيال، وهذا يعني بناء ثقافة وطنية يتصل فيها القديم بالجديد دونما افتعال للصراعات الثقافية. واعتبر أن فوز العلامة محمد العبودي بالجائزة هو فوز للثقافة الرصينة في بلادنا، بما عرف به من سعة في العلم وتنوع في التأليف، ومكابدة على مشاق التأليف والتصنيف، يعيد إلى ذاكرتنا مآثر خالدات للعلم العربي الإسلامي في تراثنا العربي، ويعيد إلى أذهاننا تلك الموسوعية التي كانت ميزة من مميزات حركة التأليف في تراثنا العربي الخالد. كلمات ومعلومات أما المتوج بالجائزة العلامة محمد العبودي فقال في كلمته «إن الكتابة عن المعاجم في بلادنا لا يمكن أن تؤلف بين ليلة وضحاها، أو من خلال عام أو عامين، فلا بد من الاهتمام برصيد من الكلمات والمعلومات». واستعرض العبودي مراحل بداياته في كتابة المعاجم، حيث بدأ بكتابة كلمات من العامية التي يعتبرها ممزوجة بالفصيح، وسارع إلى تدوينها، مستشهدا بكتابه الفائز بالجائزة الذي تطرق فيه من خلال 13 مجلدا إلى معاجم كثيرة، منها معجم الطعام والشراب، ومعجم الصيد والقنص، ومعجم الأنواء والفصول، ومعجم الحيوان في المأثورات الشعرية، إلى غيرها من المعاجم. مسيرة حافلة ورأى أن تكريمه في الحفل هو تكريم للثقافة عموما. وفي السياق نفسه، قال الدكتور صالح بن حميد «لي شرف المتابعة لإصدارات العلامة محمد العبودي، حيث تابعت مسودات إصداره الجديد عن والدي عبد الله بن حميد، وقد بدأ العبودي الكتابة حين كانت المدارس النظامية في المملكة قليلة جدا»، منوها بالمسيرة العلمية والأدبية والإنجازات الثقافية التي حققها العلامة محمد العبودي.