رعى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس الحفل الذي أقامه نادي الرياض الأدبي بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض التكريم الشيخ محمد بن ناصر العبودي بمناسبة فوز معجمه "معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة" بجائزة كتاب العام في دورة نادي الرياض الأدبي الثالثة 1431ه. وقال خوجه في حفل التكريم: حينما تحتشد هذه الصفوة المتميزة من المثقفين والمثقفات لتكريم عالم ومثقف من أبرز مثقفي المملكة العربية السعودية ووطننا العربي الكبي، هو الشيخ العلامة محمد بن ناصر العبودي، في ضرب من الاحتفاء بكل ما هو علمي وثقافي، وفي صورة من الانفتاح الواعي على الأجيال، وفي جائزة ثقافية تنتصر للكتاب وتضع لبنةً في طريق العمل الجاد ، وفيما نحن بسبيله فإنه احتفاء بهذا الضرب من العمل العلمي الشاق الذي عرف به شيخنا العلامة -مد الله في عمره- الذي ملأ حياتنا الثقافية بأعماله الأدبية والجغرافية والتاريخية واللغوية والإسلامية في رحلة مع الكتابة والتأليف جاوزت الخمسين سنة. وأشار إلى أن حصول كتاب الشيخ العبودي على جائزة نادي الرياض الأدبي للكتاب يطرح جملة من التأملات والخواطر أهمها احتفاء مجتمعنا ومؤسساته الثقافية بالكتابة والتأليف، ونمو معدلات القراءة والاطلاع، وهذا ما تنبئ به معارض الكتب في بلادنا ، وفي البلدان العربية ، فالقارئ السعودي شغف بارتياد المكتبات والمعارض الدولية للكتاب، وبلادنا أصبحت الآن مركزاً مهماً لصناعة الكتاب، وأصبح من المظاهر المألوفة في العاصمة الرياض انتشار المكتبات التي تتيح لمرتاديها الجديد في عالم الكتب الجديدة والقديمة والمخطوطة ، حتى ليمكن القول: إن الرياض أصبحت في السنوات الأخيرة عاصمة للكتاب العربي. ولفت الوزير النظر إلى أن الاهتمام وتلك العناية وحفاوتنا برموز الثقافة وروادها في بلادنا ، هو ما يبعث في القلب الطمأنينة والفرح أن لا قطيعة بين الأجيال، وقال: ما احتفالنا هذه الليلة برمز من رموز الرعيل الباني في ثقافتنا ، وما هذه الوجوه الشابة التي التفت حول الشيخ العبودي إلا تأكيد للاتصال الثقافي بين الأجيال، وهذا يعني بناء ثقافة وطنية يتصل فيها القديم بالجديد دونما افتعال للصراعات الثقافية. وأردف : إن فوز الشيخ العلامة محمد بن ناصر العبودي بجائزة نادي الرياض الأدبي للكتاب، هو فوز للثقافة الرصينة في بلادنا ، فشيخنا العبودي بما عرف به من سعة في العلم ، وتنوع في التأليف ، ومكابدة على مشاق التأليف والتصنيف ، يعيد إلى ذاكرتنا مآثر خالدات للعلم العربي الإسلامي في تراثنا العربي العظيم ، حين انقطع جمهرة مباركة من علماء هذه الأمة للتصنيف والتأليف ، فأبدعت هذه الأمة وقدمت للإنسانية فكراً مبدعاً ، وأدباً أصيلاً ، وها نحن الآن نعيش طرفاً من تاريخنا المضيء في شخص هذا العالم الجليل ، سيوطي العصر ، علماً وتصنيفاً وتأليفاً ، وهو يعيد إلى أذهاننا تلك الموسوعية التي كانت ميزة من مميزات حركة التآليف في تراثنا العربي الخالد، فالعلامة العبودي : عالم في الدين ، والبلدانيات ، والآثار والتاريخ ، واللغة ، والأدب ، والرحلات .. وفي كل هذه العلوم ضرب بسهم وافر ، وكان فريد عصره في هذه المؤلفات العلامات ، وأحسب أنه في الرحلة كان سندباد زماننا هذا ، فعشنا مع رحلاته الكثيرة هموم عالمنا الإسلامي ، وتعرفنا على عادات الشعوب الإسلامية وثقافاتهم ، ووقفنا على الأدوار الجليلة التي بذلها الشيخ العبودي في متابعة أحوال الأقليات الإسلامية في مختلف دول العالم ، وربط حاضر إخواننا المسلمين في الشرق والغرب بأجدادهم الذين كان لهم سبق في حضارتنا الإسلامية العظيمة . ورفع خوجه في ختام كلمته الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على أمره حفظه الله لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بطباعة هذا الكتاب القيم. وكان نائب وزير التربية والتعليم المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أعلن في كلمته أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أمر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بطباعة "معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة". وقال ابن معمر "عندما اطلع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على هذا العمل الضخم أمر المكتبة بطباعته ، وهذا دليل على تكريم خادم الحرمين الشريفين للعلم والعلماء". وأشار معاليه إلى أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تشرفت بأن يكون هذا العمل مقرونا بها.