بكل الحب والشفافية أعلن أن الملك ألمت به وعكة صحية. في الوقت الذي تتكتم الحكومات على مرض الملوك والرؤساء. ولكنك ملك لا كسائر الملوك، ملك تربعت على عرش القلوب، وأنت تعلم أن الناس يحبونك، وسيدعون لك بطول العمر والعافية. فإن اعتل عبدالله بن عبد العزيز اعتل الناس ومرضوا. لك يا أبا متعب في القلوب منازل، وقد سلمنا وعوفيت نفوسنا وأبداننا إذ عوفيت، وإن سلمت سلم بعافيتك الوطن. ويحق لنا أن نفخر بك ملكا تربع على عروش قلوب شعبه، وأنت الملك الإنسان الحكيم الذي تأتلف القلوب على حبك لقربك منهم واهتمامك بهمومهم، وإحساسك الدائم بما يعانون ويتألمون. (شفاك الله الذي يشفي بجودك خلقه)، لا ننسى موقفك الإنساني ووقفتك الصارمة وقد أحسست بآلام الناس ومواساتهم في مصيبتهم خلال كارثة سيول جدة قبل عام من الآن، ستلهج الألسنة بالدعاء لك في هذه الأيام المباركة من حجاج ومواطنين وقد سهلت لهم حجهم وسهلت لهم سبل أداء مناسكهم. ولا ينال هذا الحب وهذا الوفاء ملك سواك.. وقد حققت لوطنك وأمتك في سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ما لم يتحقق في عقود. لم يأت اختيارك للمرة الثالثة كأحد الزعماء في العالم الأكثر تأثيرا وحكمة ورجاحة عقل، إلا لأنك الملك الصادق الذي أنجز وحقق، وأوفى وأخلص، وبما قدم من مبادرات لتآلف أصحاب الملل والأديان والفرق والطوائف، فالزعامة الحقة هي في نشر الحب والأمن والرخاء والسلام في ربوع الأرض، وإسعاد الناس، والملك أو الزعيم الصالح هو الذي يهب نفسه لخدمة الإنسانية والتآخي بين الأمم.. وأخيرا أقول مقالة المتنبي: المجد عوفي إذ عوفيت والكرم ... وزال عنك إلى أعدائك الألم نسأله عز وجل وقد من علينا بنجاح العملية التي أجريت لحبيب الشعب رمز سلامة الوطن، وستكتمل فرحتنا بعودته سالما معافى. [email protected]