صديقي .. كانت «بحيرة المسك» تهدد بيوت شمال جدة بالغرق، وكان التسرب قد بدأ العام الماضي بعد السيول التي أغرقت شرق جدة، فأسرعت أمانة جدة لموقع البحيرة، وبدأ المهندسون يضعون الخطط الاستباقية لحماية البيوت الفارهة وسكانها من الغرق. كان الأمر مفرحا لي أنا ابن شرق جدة الذي غرق بيته وأحلامه وجيرانه، لأن فكرة وضع خطط استباقية من الأمانة سيجعلها تفكر بشرق جدة وتضع له خططا جديدة حتى لا يغرق من جديد. حين دخل الشتاء توجست خيفة، فلا شيء تغير في شرق جدة، وقلت لنفسي: هذا يعني أن الأمانة لم تفكر بشرق جدة ولم تضع له خططا حتى لا يغرق بالسيول. وكنت كل مساء قبل أن أنام أطل في السماء لأحدد ما يجب علي فعله، وهل هي مثقلة بالغيوم وستمطر، أم أنام مطمئنا بأن لا شيء سيحدث خلال ساعات نومي؟ رغم حرصي ومتابعتي للأحوال الجوية وللسماء وكمية الغيوم بها، إلا أن شرق جدة غرق من جديد، بسبب الخطة الاستباقية التي وضعتها أمانة جدة لحماية شمال جدة، فأفرغت بحيرة المسك في جوف الأرض، ولأن الأرض متشبعة بالمياه منذ أعوام كان من الطبيعي أن تتدفق المياه في أحيائنا، فنغرق من جديد. وكأن الأمانة تعتقد أن من مهامها إغراق شرق جدة، فإن لم يأت المطر من السماء أرسلته لنا من تحت الأرض لتكمل مهمتها. لماذا تكرهنا أمانة جدة، مع أن شرق جدة ومخططاته العشوائية كما قيل هو من حسن دخل الأمانة وكتاب العدل ورجال الأعمال لأن وجود شرق جدة فرصة استثمارية لا تعوض؟ يقولون يا صديقي: إن المجلس البلدي في جدة دعا الأمانة إلى ضرورة إعادة الدراسات الخاصة بالمياه الجوفية المتدفقة إلى أحياء شرق جدة، ليس من أجل سكان شرق جدة بل لأن هذه المياه تسببت بأضرار جسيمة في الطرقات والأرصفة والمرافق العامة. يبدو أن لا أمل لنا في العيش بعيدا عن الغرق في شرق جدة، فإن لم تأت المياه من السماء لتغرقنا أرسلتها لنا الأمانة من تحت الأرض. يخيل لي أن الحل الوحيد، هو أن يأتي مسؤولون ليسكنوا في شرق جدة، إذ ذاك ستهتم الأمانة بأحيائنا، حتى المجلس البلدي في جدة سيطالب الأمانة بإيجاد حل للمياه ليس حفاظا على الأرصفة بل على الإنسان. أظن من قال «أن تحلم بالحياة أجمل من أن تعيشها» كان يسكن شرق جدة. التوقيع: صديقك. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة