ظل الناس زمنا طويلا يرون أن الذين يتعرضون للخطر من الإعلاميين هم فقط، أولئك المراسلون الذين يذهبون إلى مناطق القتال والثورات، أو مناطق الكوارث وما شابهها من المواقع الخطرة، لكن الواقع أثبت أن الخطر يحدق بالصحفيين حتى وإن لم يتجشموا الذهاب إلى مواقع الخطر، فالأقلام، ماركة أو تقليد، باتت كلها كأسنة الحراب وقد تجندل صاحبها بدلا من جندلة الخصم. فالصحفي الذي يعمل في الميدان من أجل أن يكون ناقلا لصوت الناس الشاكين من ظلم وقع بهم، أو أذى أسقط عليهم، أو حق اغتصب منهم، صار كالفدائي، عليه أن يتذكر دائما أنه يحمل روحه على راحته، كلما استفتح يومه منطلقا إلى أرض الكتابة. فما أسهل أن يطاح به، وما أسهل أن تسقط على رأسه التهم، وما أسهل أن يتحد ضده المتضررون من قلمه. فصحفي مثل فهد الجخيدب، جنى على نفسه حين لم يع (أن السالم من ألجم قلمه بلجام)، فكان جزاؤه أن حكم عليه بالجلد والسجن بتهمة الوقوف وراء شكوى الناس من سوء خدمات شركة الكهرباء، وذلك حسب ما نقلته إلينا الصحف من أخبار. خشي الناس على أنفسهم من انتقال العدوى إليهم، فانفض الجمع من حوله ولم يجد من يقف في صفه سوى جمعية حقوق الإنسان!! الأستاذ صالح الطريقي، في مقاله المنشور في عكاظ يوم (7/11/2010) حاول تحريك هيئة الصحفيين وإيقاظها من سباتها لترعى مصالح أعضائها، فذكرها أن معيار الحكم على صلاحيتها يتحدد من خلال الموقف الذي ستتخذه في قضية ذلك الصحفي المجندل بقلمه، وعبر عن آماله في أن يكون للهيئة تجاه هذه القضية موقف يجعل المنتقدين لها، يشعرون أنهم ظلموها وتعجلوا في حكمهم عليها، وأن تثبت لهم أنها أكثر حرصا من أعضائها على مصالحهم. ولكن بما أنه إلى الآن لم يتضح شيء عن موقف الهيئة تجاه هذه القضية، التي يبدو أنها عنت جمعية حقوق الإنسان أكثر مما عنت هيئة الصحفيين، فإنه من الأجدى عدم الاتكال على الهيئة في أن تحمي أعضاءها وتدافع عنهم، ولذا فإني أقترح على الصحفيين مطالبة صحفهم بالتأمين على حياتهم ومنحهم بدل خطر وبدل تلويث سمعة، فالمهنة أضحت غير آمنة، وبات الخطر يحلق قريبا من الأقلام. وإذا كان الذين يعملون في المختبرات الصحية وفي المفاعلات النووية وفي المواقع الاستخباراتية وأمثالها يحصلون على بدلات مقابل ما يتعرضون له من احتمالات الخطر، فإن الصحفيين باتوا الآن هم أيضا يستحقون أن تدرج مهنتهم ضمن تلك المهن الخطيرة، ويستحقون تقاضي بدل خطر، بدلا مجزيا. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة