ربما قراء صحيفة عكاظ يعرفون حكاية الصحافي الزميل فهد الجخيدب التي رواها لهم الصديق خلف الحربي بالأمس تحت عنوان «الصحافة: السلطة الرابعة والأربعون»، وأن الزميل فهد حكم عليه بالسجن شهرين إضافة لخمسين جلدة «25 منها أمام مقر شركة الكهرباء» حتى لا تسول للمواطن نفسه بأن يذهب لشكوى شركة الكهرباء لسوء خدمتها، فيجلد. ربما هم أي القراء يعرفون أن هناك قرارا صادرا من مجلس الوزراء يؤكد أن المحاكم ليست جهة اختصاص في القضايا الصحفية، وأن وزارة الثقافة والإعلام هي جهة الاختصاص باستثناء القاضي الذي حكم والمحكمة التي صادقت على حكمه. بيد أني على يقين أن القراء لا يعرفون شيئا عن هيئة الصحفيين، التي إحدى مهامها حماية الصحافيين، أو كما تقول المادة الثالثة في نظام الهيئة: «العمل على تحسين حقوق الصحافيين المالية والإدارية، وعدم تعرضهم للضغوط من أرباب العمل، .... والعمل على صيانة حقوق جميع الأعضاء في حالات الفصل التعسفي أو المرض أو العجز باللجوء إلى الجهات المختصة في تلك الأحوال». عليّ أن أنوه بأن أعضاء مجلس هيئة الصحفيين السعوديين هم رؤساء التحرير أو أرباب العمل. قلت: بيد أني على يقين أن القراء لا يعرفون شيئا عن الهيئة، أنا أيضا لا أعرف الكثير عن الهيئة، وكل ما كنت أقرأه عنها في الصحف، كان يركز على تشييد مبناها، وكانت بعض الصحف تتابع البناء بالتفصيل الدقيق أو الممل. قرأت أيضا عن استنكار الهيئة لموت صحافي لبناني ولهجوم حزب الله على جريدة المستقبل وتحطيمها، وأخيرا عن استضافة وفد بريطاني للغداء، هذا كل ما أعرفه عن الهيئة. اليوم تواجه الهيئة قضية الزميل فهد الجخيدب كاختبار حقيقي لقيمة هذه الهيئة، فما الذي ستفعله، أو هل ستتحرك من أجل حماية الجخيدب الذي قام بمهامه على أكمل ما يجب، ونشر معاناة أهالي «قبة»، ووفر لهم الكهرباء، أم ستتركه يجلد أمام الشركة ليكون عبرة لباقي الصحافيين الذين يتبنون قضايا المواطنين؟ إن ما قام به الجخيدب من المفترض أن يكافأ عليه، وأن يكون نموذجا مضيئا لكل من يريد العمل في الصحافة، لهذا على الهيئة فعل شيء، لأن عدم حماية الجخيدب وتركه يجلد هي رسالة لباقي الصحافيين والمراسلين بأن عليهم العودة لأخبار «استقبل وودع»، وألا يتبنوا قضايا المواطنين حتى لا يجلدوا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة