تعد السبحة رمزا دينيا يتجه الحجاج لاستخدامه وشرائه بكثرة استنادا لسعره المعقول وإمكانية إهدائه للأهل والأصدقاء عند العودة من رحلة الحج، الأمر الذي جعل سوق السبح يزداد نشاطا حول الحرم النبوي الشريف. ويؤكد سلطان عبدالرحمن (أحد الحجاج) أن السبحة هدية تجمع بين القيمة الدينية ومناسبة سعرها للجميع، إذ أنه يحرص على شراء الكثير من السبح وإهدائها لأصدقائه وأقاربه عند العودة للديار. ويشير سلطان إلى أن توافر المعروض من السبح ساهم في الحفاظ على أسعارها المنخفضة، وجعل للحاج فرصة في أن يأخذ ما يريده من السبح وبكميات تسمح له بإهدائها، مؤكدا أن لون المسبحة وحجمها تتدخلان في الشراء حيث يحرص على الألوان الزاهية بالنسبة للنساء والعادية بالنسبة للرجال. من جهتها، تشير هدى خالد (حاجة جزائرية) إلى أنها تأخذ سبحا من أنواع مختلفة وتحرص على أن تتزود بها بهدف إهدائها، وتضيف: «سبحة المدينةالمنورة لها رونقها وطابعها الخاص في نفوس من تهدى لهم، حيث إن بعضهم يحتفظ بها ولا يستخدمها، بل قد يذهب به الأمر بعيدا على وضعها في برواز وكتابة تاريخ حصوله على الهدية ومكانها واسم المهدي». وأوضح خالد العمري أحد البائعين في البسطات المتنلقة حول الحرم النبوي الشريف، إلى أن الإقبال على الشراء من قبل الحجاج كبيرا ومن جنسيات مختلفة، وأن الشراء لا يقف على جنس دون الآخر فالجميع يقبلون على شراء السبح. وأشار العمري إلى أن بضاعته في مجملها صينية وهي رخيصة الثمن، حيث يبيع الدرزن من السبح بسعر عشرة ريالات وهذا ما يجعل الحجاج يقبلون على الشراء من بسطته، مبينا أنه يتنوع في شراء السبح وكذلك ألوانها وأحجامها وأطوالها إذ أن كل زبون لديه مذاق خاص حول ما يود شراءه.