في ليلة طائفة المذاق، كان المطر يغسل القلوب الصاعدة من مخابئ البوح، والغيم يبلل المشاعر المكدسة في مواطن الروح، اجتمع الشعر بالنغم، وتموسقت الحياة بغناء خلاق وقصائد فاتنة. كان النادي الأدبي بالطائف يقيم أمسية شعرية لشاعري المطر: أحمد التيهاني، وعبد الله بيلا، وطفلة الغيم: ميادة زعزوع، وفيما هما ينثران اللغة في مواسم القصيدة، كانت جمعية الثقافة والفنون التي لا يفصل بينها وبين النادي سوى شارعين وكثير من المتاهات تحتفي بالنغم الحجازي الأصيل، كان مسرحها يضج بالموسيقى الأخاذة والطرب الجميل. وحين تقف على مفرق الحيرة، تتشعب بك طرقات القلب، وتضيع بوصلة الحب بين شعر يتلبسك جنونه ومجونه، وبين طرب يتعالى بإيقاع فؤادك عاليا كغمامة ماطرة ساحرة سافرة!. فمن مطر الهدا ورذاذ من الهوى الطائفي (بين غمازتين)، مرورا بقصائد تقض مضاجع الشعر وانتهاء بلوعة الوتر المتدحرجة من مشارف مسرح الجمعية، وحبال الفنان محمد بصفر الصوتية، استطعت في ذلك المساء أن آخذ من كل متعة بطرفها المكتنز غواية وسحرا!. ولكن.. تساءلت ببراءة طفل ينشد اللهو والطهر: لماذا تتعارض في كثير من الأحيان مثل هذه المناشط، فيقع المتابع أو المهتم في حيرة بين موسيقى الكلمة وموسيقى الغناء..؟!. نما في رأسي هذا التساؤل وأنا في مركز تلفزيون مكة بعد أن شاركت معلقا في البرنامج المباشر (الثقافة اليوم)، وذلك عندما أطلعني أحد المسؤولين هناك على خطابين، الأول يوجه باستضافة محلل رياضي والثاني يوجه باستضافة مسؤول في وزارة الحج، وكلاهما مباشر في يوم واحد ووقت واحد وقناة واحدة وفي برنامجين مختلفين!. لنجزم أن غياب التنسيق بين جهتين تابعتين لوزارة واحدة مفقود مفقود مفقود يا بلدي.. ويكفي. ****** همسة وصل: ياهدا.. آآآآآه يا حضن الأحبة كما صبا فيك.. عشاق المحبة!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة