تجاوزت القوات المسلحة في المملكة مفهوم المشاركة في ميادين الحرب، إلى التعاطي مع التجمع السلمي عبر تواجدها في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، وتجسدت في هذه المشاركة صور من التعاطف الإنساني والتراحم القائم على استشعار المسؤولية المشتركة بين كافة قطاعات الدولة في سبيل تحقيق الغاية العظمى، وهي خدمة ضيوف الرحمن. بدأت مشاركة القوات المسلحة في الحج بخيمتين صغيرتين تمثل بعثة حج الخدمات الطبية، وكان ذلك قبل 30 عاما، وفي عام 1403ه استخدمت العربات المتنقلة، وبعد ذلك أنشئ مستشفى القوات المسلحة في منى الذي يمثل شاهدا حيا على ارتباط القوات المسلحة بالحج. «عكاظ» قضت نحو ساعتين في المستشفى الميداني للقوات المسلحة، برفقة قائد بعثة الحج للخدمات الطبية في القوات المسلحة العميد طبيب ناصر بن عثمان الشهري، ونائبه العقيد الطبيب حامد علي الغامدي، وسجلت بعض المشاهد في هذا المكان وتحدثت مع مسؤوليه. يقع المستشفى في الطرف الجنوبي لمشعر منى ويفتح أبوابه على مدار الساعة، لاستقبال الحالات المرضية من الحجاج، وشهد خلال الأيام القليلة الماضية إجراء قرابة خمس عمليات، كما سجل ولادة أول طفلة في منى يوم التروية وأطلق عليها أبواها اسم (عرفة). يقول العميد الشهري إن مستشفى القوات المسلحة في منى يضم 20 عيادة تخصصية وصيدلية مركزية ووحدات للأشعة ووحدات ضربات الشمس والعناية المركزة، بسعة 50 سريرا، ويعمل في المستشفى فريق إسعاف مجهز ب 12 فرقة إسعافية، تضم كل فرقة أطباء في كافة التخصصات وممرضين وصحيين وعربات إسعاف، إلى جانب مركز متكامل للحوادث بسعة 220 سريرا. وخلال حج هذا العام، بلغ عدد فرق الطوارئ الجوالة 15 فريقا يتألف كل فريق من طبيبين ومسعفين وأجهزة إسعافية كاملة، بالإضافة إلى مستوصف في مركز المغمس يعمل بكوادر ومعدات طبية متكاملة بسعة 17 سريرا، وهناك مستوصفات أخرى في كل من عرفات ومزدلفة ومنى ومركز للطوارئ في دقم الوبر بسعة 220 سريرا. يؤكد قائد بعثة الحج للخدمات الطبية أن القوات المسلحة وفرت في حج هذا العام 400 سرير في مستشفياتها في المنطقة الغربية، لاستقبال الحالات الطارئة عن طريق طائرات الإخلاء الطبي في المشاعر المقدسة أو عبر طائراتها المرابطة في كل من جدة والرياض وخميس مشيط. وذكر الشهري أن مستشفيات القوات المسلحة قدمت خدمات طبية تربو على 6000 حالة مرضية في الأيام الماضية من خلال فريق عمل مؤهل قوامه 1000 شخص من إداريين وفنيين وخدمات مساندة، بينهم 80 طبيبا في مختلف التخصصات، فيما نسبة الكوادر السعودية تصل إلى 95 في المائة. وزاد: «هناك أسطول طيران متكامل على أهبة الاستعداد لإخلاء الحالات الطارئة وهو موجود في دقم الوبر ويساند القطاعات المشاركة في الحج كوزارة الصحة، فعملنا معهم تكاملي لخدمة لضيوف الرحمن».