أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات متناقضة في الأيام الأخيرة حول المحادثات التي أجراها مع الإدارة الأمريكية حول تجميد الاستيطان مقابل الضمانات والمكافآت السياسية والأمنية، وقال أمس إن هذه المحادثات لم تشمل موضوع القدس والبناء الاستيطاني فيها. وأظهر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن تراجعا حدث في الموقف الإسرائيلي خلال هذه المحادثات، إذ جاء فيه إن «المحادثات مع الولاياتالمتحدة حول بلورة وثيقة التفاهمات لم تتناول موضوع القدس». ويتناقض بيان نتنياهو أمس مع ما قاله خلال اجتماع هيئة «السباعية» الوزارية السبت، ولدى افتتاحه اجتماع حكومته الأحد الماضي بأنه في إطار التفاهمات مع الولاياتالمتحدة، توجد موافقة أمريكية على أن تجميد البناء الاستيطاني لن يشمل القدسالشرقية. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» عن موظفين رفيعي المستوى في مكتب نتنياهو قولهم إن سبب تناقض تصريحات نتنياهو نابعة من أن الإدارة الأمريكية كانت تعتزم أن تكتب في رسالة الضمانات أن مميزات تجميد البناء في المستوطنات ستكون شبيهة بقرار تعليق أعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية، الذي أقرته إسرائيل في شهر نوفمبر الماضي ولمدة عشرة شهور، وأن هذا القرار لم يكن يشمل البناء في القدسالشرقية. وأضاف الموظفون أنه لهذا السبب «عرض نتنياهو صورة وردية» مفادها أن الأمريكيين سيعلنون عن أن القدسالشرقية ليست مشمولة في التجميد. وطرحت الولاياتالمتحدة مبادرة تهدف إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين وتقضي بتجميد البناء الاستيطاني لثلاثة شهور مقابل مكافآت أمريكية لإسرائيل بمنحها 20 طائرة مقاتلة من طراز «إف 35»، ومنع اتخاذ قرارات ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي. وكان نتنياهو قد كرر تصريحات أخيرا بأن إسرائيل لن توافق على تجميد الاستيطان في القدسالشرقية، معتبرا أنها جزء لا يتجزأ من إسرائيل وعاصمتها. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أمس عن وزير إسرائيلي قوله إن أحد الخلافات المركزية بين إسرائيل والإدارة الأمريكية هو «معارضة الفلسطينيين لأن يكتب بشكل واضح في رسالة الضمانات التي تطلبها إسرائيل أن التجميد لن يكون في القدس». لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن السياسية الرسمية الأمريكية منذ احتلال القدسالشرقية في العام 1967 تعارض البناء الاستيطاني ولذلك فإنه لن تتمكن الآن من السماح بذلك بناء على طلب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. وادعى نتنياهو بعد عودته من الولاياتالمتحدة في نهاية الأسبوع الماضي بأنه اتفق مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على أن تشمل رزمة الضمانات الأمريكية عدم شمل القدسالشرقية في تجميد البناء الاستيطاني. ووفقا للمعلومات التي تروجها إسرائيل فإنه يتوقع أن تتضمن رسالة الضمانات الأمريكية ثلاث نقاط، أولها تزويد إسرائيل ب 20 طائرة مقاتلة من طراز «إف 35» بتكلفة ثلاثة مليارات دولار. والنقطة الثانية تتناول موضوع تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة ثلاثة شهور، وستتعهد الولاياتالمتحدة بأن هذا التجميد سيكون لمرة واحدة، لكنها ترفض إضافة جملة تقول إن التجميد لا يسري على القدسالشرقية. أما النقطة الثالثة فتنص على أن الولاياتالمتحدة ستعمل ضد قرارات أحادية الجانب متعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنها لن تتعهد باستخدام الفيتو. يشار إلى أنه توجد أغلبية داخل الكابينيت مؤيدة للاقتراح الأمريكي وخصوصا بسبب الجانب الأمني فيه، وذلك شريطة امتناع وزيري حزب شاس عن التصويت، لكن في حال لم تتعهد الولاياتالمتحدة خطيا بأن التجميد لا يسري على القدس فإن وزيري شاس سيصوتان ضد الاقتراح.