مكة المكرمة أفضل بقعة على وجه الأرض، كرمها الله سبحانه بأن جعل فيها بيته المحرم، فأخذت الأفئدة ترنو إليها، والنفوس المؤمنة تهفو لها، وتخفق القلوب عند ذكرها، شوقا إلى بيت الله. في مكة، تاريخ مجسد بين جبالها ووديانها هو تاريخ هذه الأمة الإسلامية، منبع النور الإسلامي، ومقصد كل من ينطق بالشهادة. مكة مهوى القلوب ومفزع الأفئدة، بقعة مباركة تحن إليها الأنفس، فحيثما كان هناك مسلم كان هناك شوق إلى تلك البقعة.. مكة مهبط الوحي، ومنار الرسالة، ومحضن النور. هنا في مكة تنزلت الآيات، وتغشت الرحمات، هنا تربى محمد صلى الله عليه وسلم. استنشق هواءها، تنقل بين سهولها ووديانها. هنا في مكة عاش الصحابة رضي الله عنهم: أبو بكر، عمر، عثمان، علي...، هنا ترعرع أولئك الرجال، في جنبات هذه البقعة المباركة.. صنعوا لنا مجدا فريدا على مدى الأزمان. مكة.. في وجدان كل مسلم قصة لا تموت، وبين جوانح كل مؤمن ذكرى لا تنسى.. في مكة نستأنف عبق الطمأنينة في الحياة. في مكة نشعر بفيوض من السكينة تجعل السعادة تتدفق بين جوانحنا نهرا من الارتياح النفسي. إنها مكةالمكرمة، أم القرى، تمسح جراح الأيام بفيض الإيمان الذي يغمرنا ما بين حرمها ومقامها.