أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والمتاحف الدكتور علي بن إبراهيم الغبان على أهمية البعد التاريخي والحضاري للمملكة، مبينا أن الموقع الاستراتيجي للمملكة بين قارات العالم أسهم في جعلها موطنا للعديد من الحضارات التي ازدهرت داخل حدودها، ومنها حضارات مدين وثمود في العلا، والأخدود في نجران. وأوضح الغبان، في محاضرة ألقاها أخيرا في برشلونة ضمن الأنشطة الثقافية لمعرض «روائع الآثار في المملكة عبر العصور» الذي تستضيفه حاليا مؤسسة لاكاشيا الإسبانية، أن الجزيرة العربية كانت ممرا تجاريا مهما وطريقا للقوافل، وهو ما أتاح لها إقامة علاقات مع الحضارات المختلفة، وجعل حضارات شبه الجزيرة العربية تمتد إلى ما وراء حدودها، حيث استوطن الإنسان الأول أرض المملكة على نطاق واسع، إذ تدل المواد الأثرية المكتشفة حتى الآن على وجود مستوطنات العصر الحجري القديم في الجزيرة العربية منذ أكثر من مليون سنة قبل الميلاد، مثل موقع الشويحطية بالقرب من مدينة سكاكا، كما عثر على دلائل لمستوطنات أخرى تعود للعصر الحجري المتوسط، ومن أمثلة ذلك (بئر حما)، في منطقة نجران. وتناول الغبان في محاضرته التي كانت بعنوان «الحضارات القديمة في المملكة» مراكز الاستقرار المدنية في الجزيرة العربية إبان الألف الثالث قبل الميلاد، والعلاقات التجارية في الألف الثاني قبل الميلاد، وقيام عدد من الممالك العربية، وبروز مسمى العرب على مسرح الأحداث العالمية في مطلع الألف الأول قبل الميلاد، وممالك القرون الأخيرة من الألف الأول، ونهاية الممالك العربية الوسيط، وظهور الدولة الإسلامية وما شهدته من تطور حضاري.