اعتبر أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الطائف الدكتور جميل اللويحق أن صوم يوم عرفة لغير الحاج أفضل الصيام في الأيام، وفضل صيام هذا اليوم جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، فصومه رفعة في الدرجات، وتكثير للحسنات، وتكفير للسيئات. وأضاف أن من أعظم الأيام عند الله يوم عرفة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة»، وسر عظمته في أنه يوم الوقوف الأكبر على صعيد عرفات من حجيج بيت الله وإظهار طاعتهم وانكسارهم، لله حتى أن الله وهو الرحيم بعباده يباهي بهم في ذلك الموقف ملائكته ويغفر لهم، وقد شرع الله لجميع المسلمين في هذا اليوم ما ينفعهم ويدركون به الأجر والثواب الذي أودعه الله فيه. وأشار إلى أن الحاج في عرفة يشرع له الفطر ولا يستحب له الصيام على الصحيح؛ لكون ذلك أقوى له على التفرغ والاشتغال بالدعاء في هذا اليوم، ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم صامه حين حج، بل أتي إليه بلبن وهو على بعيره عند الصخرات في أسفل جبل عرفة فشرب عليه الصلاة والسلام، وإنما جعل صومه مسنونا لغير الحاج، حتى يدرك من فضل هذا اليوم ما أدركه الحاج بوقوفه فيه، وهذا من عظيم كرم الله وواسع فضله، وإن صامه قضاء لصوم واجب فلا حرج عليه ويجزئه عن القضاء، ولكن لا يحصل له مع ذلك فضل صوم عرفة، لعدم الدليل على ذلك، لكن الأفضل للإنسان أن يقضي ما عليه من الصوم في غير يوم عرفة، ليجمع بين فضيلتين، فضيلة القضاء، وفضيلة صوم يوم عرفة.